الجمعة | 29/03/2024 - 02:56 مساءاً - بتوقيت القدس
تلفزيون السلام ـ فلسطين ـ نهيل أبو غيث ـ ألا يخجل من يُسمى بالرجل من نفسه ومن الله، ألا يخجل من رسولٍ كان قدوة رائعة لمعاملة الزوج لزوجته، ألا يخجل من أبناء سينظرون إليه نظرة استصغار، أهم رجال حقا أم بات اللفظ بريء منهم؟!
أسيأتي يوم يسألنا به أبناؤنا، ما هو الرجل، هل هو مخلوق بشري يمشي على اثنتين مثلنا!!، لن يأتي ذاك اليوم، فما زال في شجر اللوز روح فلسطينيّة، وفي كل عام في الثامن من آذار أيتها المرأة العربيّة اصمدي فما زال في العمر بقيّة، نفذوا وعودهم بعدم ضربك، ولكن ألسنتهم لم تكف يوما عن لدغٍ كلدغِ عقربةٍ افريقيّة، ما بين مغتصبٍ اغتال طفلك وشجركِ، وبين ابن رحمٍ عربيّة، ينعتكِ بالغبيّة، هو مجتمع إن تمردتِ على عاداته أدانك، وإن تمرد هو عليكِ نال وسام المجد والديمقراطية، مجتمع فهم رقي الأفكار والمواقف بلبس (الفيزون)، ونسي أن المواقف بطولة رجال وئدتها عُقد مجتمعيّة.
وها هم معظمهم ترينهم يسجدون، وللقرآن قارئون، ولرمضان صائمون، وعند المصالح وحقوقك يصبحون شَيطون، فالمسلمون والديانات السماوية منهم بريئون.
قالوا أخذتِ ما تصبين إليه فماذا بعد؟
هو سؤال يسأله الرجل دائما، معتقدا أنه قد منح المرأة حقوقها المشروعة، وإن كانت حقوقا مغلفة بذل وظلم مستبد.
تعاني الكثير من النساء العنف الجسدي واللفظي من قِبل الزوج، مما يحيل الحياة إلى جحيم اتقد بالنيران الحارقة، وبالرغم من ذلك ما زالت المرأة الفلسطينية تكابر جراحاها ومعاناتها مع زوج لا يحترم كينونتها وذاتها، يهددها بنقطة ضعفها يهددها بالطلاق، وهو يعلم أن ذلك سوف يجعلها ترتعد خوفا، فتصمت مكبلة بالآلام.
الطلاق وهو أبغض الحلال عند الله، خلاص للكثيرات، ولكن الكثيرات يرفضن المطالبة به، فهن بين جلدهن بسوط الزوج وجلدهن بسوط مجتمعنا العربي والفلسطيني، مجتمع لا يرحم، يقتل دون أن يُميت، يجعلها أكثر عرضة للقيل والقال، يحملها مسؤولية فشل زواجها، ويُصدر قانون التحريم الذي لا يبيح لها ممارسة حياتها الطبيعية، فتصبح تعيش ضمن إطار من ألسنة لهبٍ يضعها فيه المجتمع.
"هَم البنات للمات"، هذا هو حال لسان الكثيرين وأيضا الكثيرات، قالت إحداهن لوالدتها: " لولا بناتي كان رجعتلك زمان "، فمن أسباب رفض الكثيرات للطلاق ومحاولة تفاديه والصبر على الظلم هن بناتهن، فابنة المطلقة دائما موسومة بعار بريئة منه هي ووالدتها، تحمل وزر ذنبٍ اقترفه والدها وحياة كريمة طالبت بها والدتها، ولتحمي لابنتها كرامتها وسمعتها، ولكي لا تعيش منكلة من قِبل زوجة الأب، فإن الأم تعاني لأجلها الكثير في مجتمع حاز على المرتبة الأولى في التنكيل.
قبل أن تكون زوجتك، كانت أمك من قبلها، عاشت الحكاية بتفاصيلها بنفس العنف، فإن كانت ناقصة عقل ودين فأنت ابنها وسترث ذات الجين.
الفجر | 05:09 |
الظهر | 12:44 |
العصر | 04:15 |
المغرب | 06:57 |
العشاء | 08:20 |