تَنَفُس صبح – بقلم ياسر فقهاء
صبح يلامس جمال صبحكم ... ومساء يعانق صبحه ... وهمس ندى يهمس لقطره ... ماء ومطره ... ممزوج بشذا عطره ... يحاكي قلوبا محبة نابضة ... نبض زهرة متحركة ... في حقول بساتين طفل مشاغب ... مشاكس ... ضاحكا ... وربما باسما ... باكيا ... مرحا ... عابسا ... يهوى حضنه ... يعشق لعبته ... يتنفس أغنية وموسيقاتها ... يرفرف ببراعة عصفور ... يغرد على غصن الطفولة ... والمرح والتمايل ... كرقصات لغة ملاك صابر ... ومحارب يهوى عشقه وكلماته ... وحبره المنسكب على وريقات بيضاء ... وزهرة ندية يتطاير دمها السائل ... ينقش حبه وأمله ... يحبوا ... يبحث عن حقيقة علمه ... وتكوين كونه ... وأسرار وغموض حقائق سمعه ونظره .... يعبث في الأشياء ... في التمرة والجمرة ... يبحث ويبحث كفيلسوف كبير ... يحدق ... يعبث ... ربما يحاول أن يغذي نفسه بأشيائه ... ليرتمي في نفسه ... في حضنه ... حضن امرأة ليست كنساء الكون ... سعادتها ... هناؤها ... تكلم وليدها ترقب بلوغ عمره ... تبحث عن حريته ...يصل إليها من بحر ... تتراطم أمواجه ... من سمكات قرشه ... وحوته ... ربما يبلع الطفل سمكه وأباه وكل ما يدخل تحت أنيابه وضرسه ... مفترس للحقيقة وللحب ... باسم الحب وقوالب الاسمنت ... وقرارات مرتجلة ... يُأكل طفل في ريعان عمره ... ويستل حنان أم لأملها ...زاهدة ... ليس لها عشق غير عشقها لحضنها ... وصدقها ... شرفها وأملها ... عبادتها لحبها ... وهل ليس طفلها كل أو بعض حبها ؟ وليس الطفل هو ذرات تراب بلدها وأرضها ؟ يتناقض التراب مع ترابه ... والطين مع صلصاله ... وتتناقض النار مع جمرتها ... والشرارة مع لهبها ولهيبها ورياحها .... تشعل نارها وتُخمد نورها ... تختلف الأرض مع سمائها ... كاختلاف ذرات ترابها وحصاها ... واختلاف الحصى مع الحصى ... أو الشوك مع الشوك ... والشوق مع الشوق ... يا شوق العذارى لعذريتها !!! ويا شوق الريحان لياسمينه !!!! وشوق الياسمين لعطره ... وشوق العطر لعروسته في ليلة زفافها ... أو حتفها ... الكل ينتظر عشقه وعروسه ... أحلامه وأمانيه وحبه ... حبي حب أزلي .... للأشياء وكل الأشياء ... للماء ... والعنبر ... والبخور ... وريحكم التي تشتاق إلى مصدرها .... وكينونتها ... وتألقها ... وحواريها ... ومائها ونبعها ... والنبع هو نبعكم لإنسانكم وأرضكم ... والوطن هو لقياكم ... ومنبت أزهاركم ... وعسلكم ورحيق حبكم ... لا تنتظروا حبكم ... تقدموا .... تحركوا ... ارقصوا رقص الياسمين ... رقص الحمام ... رقص بلبل يهوى عشه ... وحضنه وبلبله ... رقص زهرة تتكلم لغتها ... عبيرها ... نجواها ... وأية من قرانها ... ولغة من لغاتها ... وهمس من همسات لكم ولنا ... وللعاشقين ... ونسمة لبسمتها ... وسرور لهودجها ... ومجد لمجدها ... وحنان لحنانها ... وطائر لفراشته .... ونحلة لنخيلها ... أيا مجانين العشق ... يباح العشق لحبكم كما استبيحت الفضيلة لفسقها ... وكما استبيح العفن لجودة أصله ... يا أصول التاريخ .... حاضرنا يحاكيكم ... وتاريخكم يصرخ لحاضركم ... وأرضكم .... وأهلكم ... وأطفالكم .... وعذرية عذرية تاريخنا ... تخشى على بكارة مستقبلنا ... مستقبل زهراتنا ونرجسها ... طفلة يانعة كبرتقالة حيفا ... زيتونة لا شرقية ولا غربية ... تضيء من عبق التاريخ ... والسماء والأرض والكون ... ومن نور تكوينها ومكونها ... حبر يسيل كدم في جرح غائر ... من أغوار أغواركم ... وشرخ في جبال الكرمل ... يمتد الى جبال طوروس ... مارا بهضابٍ أعلى من شموخ جبال الدنيا في أفغانستان والبنجاب ... وكل أرضنا ... وإنساننا يسمو ويدنو ... لعراقنا وشامنا وطرابلسنا ... يلتقي ألم يلتقي مع الم الإنسان ... وطفله ... وحضنه وكرامته ... يبحث عن عزته في فلسطين ... بداية الأرض ... نهاية الأرض ... يلاقيها تحت أقدام عسكر القبح ... وحذاء مربوط برباط غير رباطه ... مستورد من تاريخنا وقيمنا ... عاداتنا وقبح قبحنا ... منسوج من شعر طفلة من أطفال كوننا ... وعارنا وعورتنا ... وذلنا ليس له دخل فينا ... يسير مع تياره غير عابثا ... وليس صامدا ... ومغيرا لذله ... وهو ثورة على ناصحه ... ومرشده ... وأمله ... ومعتقده !!! أفلا تحبون حبكم ؟ وحبكم هو سعير لقياكم ! أو فردوس أجدادكم ... والسلام على من اهتدى ...
ياسر فقهاء ...