منذ أكثر من أحد عشر عاما وأنا أنتظر دوري في الحصول على أي وظيفة كغيري من أبناء بلدي حتى  أستطيع من خلالها تحقيق طموحي والارتقاء بقدراتي وبناء ذاتي،  لكن ذلك لم يتحقق حتى لحظة كتابة مقالي هذا رغم أنني تقدمت للكثير من المؤسسات والهيئات ومنها بلدية طولكرم  التي أود الوقوف عندها قليلا ليس بهدف الذم أو التشهير أو الإساءة وإنما علني أجد جوابا لسياستها التوظيفية المتبعة والتي تدعي خلالها النزاهة والموضوعية  .

وقد لا نستغرب حين نسمع  أن ابنة فلانة المسؤولة  قد حصلت على الشاغر الوظيفي الذي فصل على مقاسها ، وأن شقيقة فلانة المسؤولة قد حازت على كتاب تعيينها ، وأن آخر قد تم قبوله بعقد عمل على أساس الحسب والنسب،  وأن أخريات قد تم قبولهن كمتدربات من أجل استيعابهن مستقبلا "من دون لفت الأنظار" بحيث تكون مكافأتهن الحصول على وظيفة دائمة لأنهن بنات مسؤول مهم في البلد أو مقربات منه . لكن طيلة هذه السنوات لم أجد ما يواسيني الا التمنى  " لو أن والدي مسؤولا مهما" حتى أستطيع انتزاع حقي في وظيفة أستطيع العيش من خلالها بكرامة  داخل بلدي الذي عاملني ولا زال كغريبة وكأنه يجبرني على لملمة أوراقي ووداعه والهجرة إلى الأبد.

وما أثارني واستفزني للكتابة أن بلدبة طولكرم قد قامت بتعيين عدد من الموظفين بدون وجود أي إشعار لشاغر وظيفي أو حتى بدون الإعلان عن الوظائف ودون أيضا وضع الرجل المناسب في المكان المناسب رغم الحديث الدائم عن الشفافية والعدالة في التوظيف ، في وقت قامت فيه  بتعليق أو حتى ( إلغاء لا أعلم )  مقابلات المنشط الإعلامي ومقابلات مفتشي اللحوم التي تم عقدها في نفس اليوم والسبب يعلمه كل من يعمل داخل بلدية طولكرم وحتى خارجها ولست بصدد سرد التفاصيل التي في مجملها تتحدث عن الواسطة والمحسوبية وعن شخص يتردد اسمه لتعيينه في شاغر ما .

والسؤال الذي يطرح نفسه لمصلحة من تدار أمور التوظيف على أساس الواسطة والعلاقات الشخصية ؟ ولماذا يجب أن نبحث دائما عن الظهر الذي يسندنا قبل البحث عن الوظيفة ؟ ومتى سيتم فعلا اعتماد سياسة توظيف تقوم على العدالة ؟ وأين الجهات الرقابية المسؤولة ؟ ولماذا لا تتخذ موقفا حازما في مثل هذا الموضوع ؟  

لا أنكر أبدا أنني في هذه المرة " ولأول مرة " قد قمت باتباع سياسة الواسطة والمحسوبية علني أحظى بشرف التوظيف في بلدية طولكرم التي يشهد بانجازاتها الجميع لكن للأسف حتى هذه السياسة لم تسعفني ليس لأنني لم أحسن اختيار الواسطة التي تضم  قيادات ومسؤولين لهم وزنهم ومكانتهم في البلد ولكن لأنني نسيت أصلا أن والدي فلاح بسيط  وليس بمسؤول.

ليت والدي مسؤولا يا بلدية طولكرم .. بقلم همسه التايه