السبت | 14/12/2024 - 05:53 مساءاً - بتوقيت القدس
كيف يحتفل المسلمون بذكرى المولد النبوي ؟؟؟ أشرقت الدنيا بميلاد أشرف الخلق والمرسلين، النبي العربي الأمين محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام ، في الثاني عشر من شهر الاول من عام الفيل ، وقد كان مولده إيذاناً بولادة النور واقتراب نزول الوحي الذي جاء برسالة التوحيد لتخليص الناس من ظلم الشرك بالله إلى عدل التوحيد وعبادة الله تعالى وحده لا شريك له . أَلَقَ النُّبُوَّةِ حامِداً ومُهلِّلا ومَضَى رَبِيعُ النُّورِ يَنْشُرُ مِسْكَهُ ويَزُفُّ للدُّنيا النبيَّ المُرسلا يتناقلُ المَلَكُوتُ بُشْرى المُصطفى والرُّوحُ جِبرائيلُ والمَلأُ العُلى وَمَقَامُ إبراهيمَ يَشْكُرُ رَبَّهُ ومَنَاةُ والهُبَلُ الأَصَمُّ تزلزلا وتنفَّسَ المستضعفون كأنَّهم سُجَنَاءُ حُرِّرَ قَيْدُهُمْ إذ أقْبلَ بأَبي وبي يا خَيْرَ مَنْ وَطِئَ الثرى . يترقب المسلمون يوم ميلاد سيدهم المصطفى؛ فتتعدّد مظاهر السعادة والبهجة في الدول العربية والإسلامية عند حلوله، رغم أنّه ليس من أعياد المسلمين المُشرّعة؛ إلا أنّ رغبة لا تبارح قلوبهم في تعظيم هذا اليوم الذي جاء فيه حامل نبراس الهدى للبشرية، يدفعهم للفرح بهذا اليوم والابتهاج فيه، وكأنّ الشوارع تزدان في ذكرى ميلاد الحبيب، فتفتوح روائح البخور والطِّيب من بعض البيوت، وتُعقد حلقات الذكر في المساجد، فيما تعلو بعض الترنيمات بالمدائح النبوّية العذبة، وتُنصبُ الخيام التي تعجُّ بأصناف الحلويات والسكاكر، ويُرى الخلق متزاورين حاملين أصنافاً شتى منها كلٌ وفقاً لعاداته وتقاليده المتعارف عليها، فهذا (المشبّك) ببهجة ألوانه وحلاوة طعمه يبهج الناظر ويسرُّ الآكِل، وتلك الرشتة والسمسمية اللتان يتبعهما احتساء كأس من الشاي ليلاً على نور الشموع وسط جلسة من الأهل والأصدقاء لا يحلو اليوم إلا بهما، وأصناف عديدة أخرى تتنوّع وتتلوّن باختلاف البلدان وطبائع الناس فيها. وفي هذا اليوم العظيم يُستحسن الذكر، والإكثار من الصلاة على الشفيع لنيل شفاعته يوم الدين، كما يجب أن تُستغل هذه الذكرى بكل ما هو مفيد من عمل الخير على اختلافه فتقدّم الصدقات وتُستذكر الأحاديث النبوية الشريفة والسنن، ويُجمع الأطفال على فيضٍ من المواقف النبويّة السمحة ليتعرفوا على نبيِّهم وهادي أمتهم أكثر، ويتلمَّسون حلاوة أخلاقه بقلوبهم، ويتمثلون بطباعه الزكيّة في معاملاتهم؛ فلا ينقطعون عنه وعن سِيره، ولا يُغيَّبون عن محاسنه ومناقبه. و من الأمور المستحب فعلها بمناسبة المولد النبوي الشريف، إحياء سيرته عليه السلام وتعليمها للصغار والكبار وذكر الدروس والعبر التي مرت في حياته، بالإضافة إلى إحياء سنته الشريفة سواء كانت في الأقوال أو الأفعال ، فالاحتفال بهذه المناسبة لا يكون فقط بقول القصائد والأناشيد الدينية، وإنما يكون بحفظ الأحاديث النبوية الشريفة وتفسيرها وعمل السنن التي حث عليها النبي عليه السلام، وكثرة الصلاة على النبي وآله، ومعرفة سيرة حياته، وذكر المعاناة التي مرّ بها عليه السلام في سبيل نشر الدعوة الإسلامية، وخصوصاً معاناته في بدايات الدعوة حين تحمل أذى قريش والمشركين لأجل أن يترك الدين، لكنه لم يفعل وبقي ثابتاً على دعوته لأنها دعوة الحق الصادقة التي تُؤدي إلى الجنة وتُنجي من النار. ومن الجدير بالذكر أن المولد النبوي يُشكل حدثاً فاصلاً في التاريخ، لأنه ولادة لكل ما هو خير ، وسيبقى المولد النبوي الشريف بمثابة منارة نهتدي بها جميعاً ونستمدّ منها الأمل بولادة الخير والحق والتغيير، لأن ولادت رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) كانت إيذاناً بالتغيير الكبير لكل البشر ، فهنيئاً لمن اتبع رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين.
الفجر | 06:05 |
الظهر | 12:34 |
العصر | 03:18 |
المغرب | 05:36 |
العشاء | 07:03 |