هل التعليم الالكتروني يعادل التعليم الوجاهي في فلسطين ؟ 
تقرير آداب إعمير
التعليم في فلسطين يعتبر جانب مهم من جوانب حياة الفلسطينيين ، وبسبب استيلاء الاحتلال الاسرائيلي على ممتلكات وأراضي الفلسطينيين  وفقدان مصادر الرزق الأخرى المتمثلة بالزراعة والصناعة والتجارة أصبح التعليم مكوناً أساسيا من مكونات النسيج الوطني والاقتصادي الفلسطيني .
القطاع التعليمي خلال أزمة كورونا قد تدهور وازدهر في آن واحد ، إن الازمة المفاجئة وعدم وجود خطط بديلة فاعلة للتعامل مع هذه الأزمة ، دفع وزارة التربية والتعليم للقيام بإجراءات متعددة من أجل تحسين وضع التعليم في فلسطين .
وفي هذا السياق ، ونظراً لخطورة فايروس كورونا على الصحة العامة فقد شرعت وزارة التربية والتعليم بأخذ إجراءات تحد من الكثافة الطلابية في المدارس وهو ما أدى الى بروز موضوع التعليم الالكتروني في المدارس والكليات والجامعات تحت ضغط الوضع الوبائي .
فباشرت بتنظيم دورات تدريبية للمعلمين على استخدام وسائل التعليم الالكتروني وبرامج التعليم عن بعد لعل أبسطها يتمثل باستخدام الحاسوب في إعداد الحصص التعليمية ، لكي يتم استخدام التكنولوجيا كقيمة مضافة للعملية التعليمية التقليدية ، وقد تم اللجوء الى التعليم المدمج منذ بداية الفصل الثاني في المدارس وهو اجراء العملية التعليمية جزئيا بشكل وجاهي وجزئيا بشكل الكتروني .
ومن جهة أخرى أعلن اتحاد المعلمين التحول الكامل للتعليم عن بعد في الضفة الغربية بدءاً من يوم الثلاثاء 27 أكتوبر الجاري حتى تاريخ 12 نوفمبر  بسبب الأزمة المالية وعدم الانتظام في صرف الرواتب وعدم المساواة والعدالة بالصرف مما نتج عنه عدم قدرة المعلمين الوصول الى مدارسهم بالإضافة الى تفشي فايروس كورونا في صفوف الطلبة والمعلمين .
ونتيجة لهذا القرار المفاجئ والدفع نحو التحول الجذري تجاه منصات التعليم عن بعد لضمان استمرار عملية التعليم من غير سابق تخطيط ، لنجد أنفسنا أمام تجربة جديدة تتطلب اتباع نهج جديد في آليات التدريس والتقييم والامتحانات وغيرها من العمليات التعليمية
وفي هذا الإطار يقتضي تحضير سيناريوهات مختلفة للتعاطي مع هذه الأوضاع تبدأ من ضرورة  تعزيز وتقوية شبكات الانترنت وتحديد المساقات التي يمكن تدريسها الكترونيا وقدرة المعلمين على التعامل مع الوسائط المتعددة وبرامج التعليم لخلق جو تفاعلي بين الطلاب والمعلمين ويتطلب جدية الطلاب في التفاعل مع قضية التعليم عن بعد لنجاح هذه العملية خلال هذه الازمة
يشار الى ان معطيات جهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني لعام 2018 ، أظهرت أن 37% من العائلات الفلسطينية لديها جهاز حاسوب بواقع 41% في الضفة الغربية و30% في قطاع غزة .
واستراتيجية التعليم الالكتروني  كغيره من الاستراتيجيات ينتج عنه مجموعة من السلبيات والايجابيات ، ولا يمكننا توقع نتائج مثالية من هذه التجربة نظراً للسرعة الفائقة في اتخاذ هذا القرار وتبني هذه الاستراتيجية بدون اي تحضير وتخطيط  وتدريب مسبق لتهيئة المعلمين والطلاب والاهالي لهذه النقلة النوعية ،لذا لا بد ان ننظر بشكل واقعي إلى الأمر وهو ان ما يقدم حالياً لا يكفي لإتمام كافة متطلبات العملية التدريسية بالشكل المطلوب .