تلفزيون السلام - فلسطين : كشفت القناة الثانية على موقعها الالكتروني صباح اليوم الاثنين النقاب عن توقيع المحامية "أمي بلمور" مديرة قسم العفو في وزارة العدل الإسرائيلية في الفترة الأخيرة على صفقة عفو غير مسبوقة تتضمن الإفراج عن القاتل "عاموس ناحوم" 60 عاماً والذي يقضي فترة عقوبة مدى الحياة لارتكابه جريمة قتل في عام 1990، وتاجر المخدرات "إلياس الدالي" 62 عاماً ومحكوم عليه 16 عاماً لاتجاره بالمخدرات مقابل تقديمهما معلومات عن مكان وجود جثة يعتقد أنها للجندي الإسرائيلي المفقود "مجدي حلبي" وهو من أصل درزي حيث فقدت أثاره 24 من مايو 2005.

وأوضحت القناة الثانية الإسرائيلية أن المجرمين حصلا على هذه المعلومات حول مكان الجندي المفقود من سجين أخر يدعي " مردخاي موشيه" محكوم عليه بالمؤبد مرتين جراء اقترافه جريمتي قتل بفارق أسابيع بين كل جريمة، وسيقدم هذه المعلومات مقابل منحه امتيازات مالية وقبول استئنافه من قبل محكمة العدل العليا حيث من المتوقع الاستماع له في المحكمة خلال شهر نوفمبر القادم، للنظر من جديد في قضيته. 

وحسبما ذكرت القناة الثانية فإن تفاصيل هذه الصفقة التي لم تخرج بعد إلى حيز التنفيذ ولكن حظيت بموافقة مسئولين قسم العفو في وزارة العدل، تتضمن إطلاق سراح سجين إسرائيلي وتاجر مخدرات متهمين بجرائم جنائية ومحكوم عليهما بالسجن مقابل تقديمهما مخطط يدلل على مكان دفن جثة الجندي المفقود.

يشار إلى أن المحكمة الإسرائيلية حكمت على القاتل "عاموس ناحوم" زمن مثوله أمام المحكمة بالسجن مدى الحياة وحددت العقوبة في ذلك الوقت بفترة 33 عاماً قضى منها 22 عاماً حتى الآن، وقد حكمت المحكمة على تاجر المخدرات "إلياس الدالي" بالسجن لمدة 16 عاماً ، وقد مثل المتهمين في ذلك الوقت المحامي الإسرائيلي "بوعاز كينغ".

ونقلت القناة الثانية عن مصدر قضائي قوله : أن نفس السجين مردخاي موشيه والذي يقضي فترة عقوبة طويلة وافق على الصفقة التي سيقوم بموجبها بنقل معلومات للقاتل وتاجر المخدرات عن مكان الجثة المفقودة، مع العلم أن السجين مردخاي هو غير متأكد من شخصية المفقود، ويدعى انه على جميع الأحوال ليس له صلة بعملية اختفاء الجثة المفقودة ولكن مقابل ذلك سيحظى بتمويل الدفاع عنه أمام المحكمة العليا في مرحلة الاستئناف".

ومع هذا قال مصدر قضائي أخر ضلع في القضية : أن نفس السجين مردخاي يعرقل الآن تقدم الصفقة ويضع صعوبات في طريق تنفيذها ويطالب بمنحه امتيازات إضافية من بينها امتيازات مالية كشرط لإعطائه المعومات عن الجثة المفقودة"، مضيفاً: "انه ليس هناك أي تأكيدات للمعلومة الأمنية التي ستُمنح للسلطات الإسرائيلية حول مكان الجثة المفقودة".

ومن جهتها أفادت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن السجين "مردخاي" صاحب المعلومة طلب في اطار الصفقة مبالغ مالية ضخمة تصل الى مئات الاف الشواكل حيث تدار في الوقت الحالي مفاوضات بين جميع اطراف الصفقة للتوصل الى تفاهمات مشتركة.

كما أضافت الصحيفة أن الحديث يدور ليس فقط عن الجندي المفقود منذ عام 2005 "مجدي حلبي"، ففي اتصال هاتفي أجرته الصحيفة مع والد الجندي الإسرائيلي المفقود منذ عام 1997 "غاي حفير" قال أنه لم يتلقى أي أخبار من السلطات الإسرائيلية عن هذا الموضوع أو العثور على جثة ابنه المفقود.

ومن جهته أنكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تحديد مكان جثة الجندي الإسرائيلي المفقود "مجدي حلبي" في إطار صفقة مع احد السجناء الإسرائيليين، وقال: أنه في هذه المرحلة لا يوجد تأكيدات حول هوية الجندي المفقود الذي سيكشف مكانه.