تلفزيون السلام -  صعد محارب الصحراء الجزائري عبد القادر غزال سلم النجومية الطويل بقفزات رشيقة متجاوزاً العقبات التي واجهته خلال مسيرته الكروية الشاقة في رحلة بدأها من مدرسة كروية مغمورة، مروراً بفرق صغيرة من الدرجة الرابعة، قبل الانتقال للعب في الدوري الإيطالي الذي يعد أحد أهم البطولات الأوروبية.

ودأب غزال على تلبية نداء المدرب الوطني رابح سعدان بالانضمام إلى المنتخب الجزائري منذ 2008، ليصبح المهاجم الأول في تشكيلة بلاده خلال نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها جنوب أفريقيا في 11 حزيران/يونيو المقبل.

 ويعول سعدان على عبد القادر إلى جانب كريم مطمور ورفيق صايفي في تسجيل الأهداف ولعب دورٍ محوري في صناعة الفوز والتأهل إلى الدور الثاني في إنجازٍ تاريخيٍ غير مسبوق، بعد الخروج من الدور الأول في نهائيات إسبانيا 1982 والمكسيك 1986.

وتلعب الجزائر في مونديال جنوب أفريقيا ضمن المجموعة الثالثة التي تضم إلى جانبها منتخبات إنكلترا والولايات المتحدة الأميركية وسلوفينيا.

البداية مع أندية الظل

نشأ عبد القادر غزال في ضاحية ديسين شاربيو الفرنسية في مدرسة نادي فو ون فولان المغمور، قبل الانتقال إلى مركز التكوبن التابع لنادي ليون بين 1998/2002، دون أن ينجح في الحصول على فرصة اللعب، لكنه أصر وثابر على التدريبات المكثفة حتى أبرم عقداً مع سانت بريست أحد أندية الدرجة الرابعة في فرنسا ولعب له موسم 2004/2005 فكشر عن أنيابه وسجل 11 هدفاً في 22 مباراة.

وشعر اللاعب الجزائري وقتها بالضيق لشعوره بأنه يستحق الأفضل، فوجه بوصلته إلى إيطاليا الت وقع فيها على كشوفات نادي الدرجة الثانية كروتوني، لكنه لم يوفق وذطر للانتقال إلى بروسيستو في القسم الثالث وتألق هناك، فاستعاده كروتوني بعد نزوله إلى الدرجة الثالثة.

وفي موسم 2007/2008، تفجرت موهبة غزال حين شارك في 35 مباراة وسجل 21 هدفاً ليتوج وقتها بجائزتي أفضل هداف ولاعب في القسم الإيطالي الثالث، ودخل تاريخ المسابقة بكونه أول أجنبي يحصل على أحد اللقبين.

نقلة نوعية في الـ "كالتشيو"

ولم يتوان سيينا في التعاقد مع المهاجم الجزائري في موسم 2008/2009 مقابل ثلاثة ملايين يورو، حيث شارك مع الفريق في 36 مباراة خلال موسمه الأول وسجل خمسة أهداف، فضلاً عن العديد من التمريرات الحاسمة.

واستمر غزال في الـ "كالتشيو" مع سيينا موسم 2009/2010، لكن الفريق هبط إلى الدرجة الثانية لتبقى آماله معلقة على العرض الكبير الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام الإيطالية باقتراب نادي العاصمة روما من التعاقد معه الموسم المقبل بعدما راقبه طوال الموسم الفائت سواءً مع سيينا أو المنتخب الجزائري.

دورٌ أساسي في البطاقة المونديالية

ومع "محاربي الصحراء"، كان لعبد القادر بصمات واضحة رغم قصر المدة الزمنية التي ارتدى فيها القميص الأخضر، إذ ساهم بشكل أساسي في حجز بلاده مقعداً بين الكبار للمرة الثالثة بعد عامي 1982 و1986.

وكانت مشاركته الأولى مع المنتخب في مباراة ودية مع مالي أقيمت في أواخر 2008، قبل أن يسجل أولى أهدافه في مرمى بنين بعد مباراة حبية قوية انتهت بفوزه 2-1، ولعب بعدها أمام المنتخب المصري في تصفيات كأس العالم وسجل هدفاً في المباراة التي فاز بها منتخب بلاده 3-1.

وواصل غزال تألقه مع كتيبة سعدان وأحرز الهدف الأول في مرمى رواندا في اللقاء الذي انتهى 3-1 للجزائر، وشارك أساسياً في اللقاء الفاصل مع مصر لتحديد المتأهل إلى المونديال وساهم بقوة في تحقيق الهدف الجماعي لبلاده دون تسجيل أهدافٍ شخصية.

وظهر اسم غزال في تشكيلة سعدان الأولية ضمن 25 لاعباً الذين سيدخلون معسكراً تدريبياً في سويسرا بين 13-26 أيار/مايو الجاري قبل التوجه إلى ألمانيا لتكملة المعسكر بالفترة من 31 منه وحتى السادس من حزيران/يونيو المقبل.

وتلتقي الجزائر ودياً مع آيرلندا في 28 الجاري في دبلن، ثم مع الإمارات في 5 حزيران/يونيو المقبل في نورمبرغ. فهل يواصل غزال فرض نفسه أساسياً في توليفة سعدان ويقدم نفسه نجماً كبيراً يستحق الانضمام إلى كبرى الأندية العالمية؟