الجمعة | 19/04/2024 - 03:44 صباحاً - بتوقيت القدس
تلفزيون السلام - طوال الأسابيع القليلة الماضية، كانت العلاقات بين السلطة الفلسطينية والحكومة التونسية، قد وصلت إلى ذروة التعقيد، ولم يشفع فيها محاولات أطراف من كلا الجانبين لتسوية الخلاف الهادئ، وإخماد الجذوة المتقدة أسفل ركام الفتور الدبلوماسي، لكن يبدو أن محاولات الإخماد، من كلا الجانبين، لم تفلح حتى الآن في إنهاء التوتر بينهما، رغم تصريحات الجانبين التي نفت "قطعيا وجود أي توتر في العلاقات بينهما".
ويأتي نفي كلا الحكومتين الفلسطينية والتونسية، ردّا على تقارير إعلامية عربية وإسرائيلية، تحدثت عن بوادر "أزمة دبلوماسية" بين الطرفين، على خلفية رفض الحكومة التونسية تسليم أرشيف الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، للسلطة الفلسطينية، باعتبار أن هذا الأرشيف الذي يطالب الفلسطينيون باستعادته بإلحاح، كنزا وطنيا، ليس للقضية الفلسطينية فحسب، ولكن لجميع العرب.
ويؤكد محللون أن تعاظم اهتمام السلطة الفلسطينية، باستلام أرشيف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي لجأ إلى تونس في عام 1982، بعد اجتياح الجيش الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية بيروت، وطرد قوات المقاومة منها، فقد ترددت خلال الأشهر الأخيرة، وفود أمنية وسياسية فلسطينية على تونس، للمطالبة بتسليم هذا الأرشيف، وهو ما لم تقبل به تونس تماما.
وكانت بداية وصول الوفود بزيارة الرجل الثاني في حركة فتح، محمد غنيم، الشهير بأبوماهر غنيم، إلى تونس منذ أسبوعين، والتي قام خلالها بتصفية مكتبه في تونس تماما، تمهيدا لإغلاقه، كما طالب بتسلم أرشيف الرئيس عرفات، لكنه عاد إلى رام الله، دون تحقيق مطلبه، بعد أن رفضت السلطات التونسية الطلب، وهي محاولات لم تتوقف بزيارة أبوماهر، فقد قام سعيد أبو علي وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية، التي يرأسها سلام فياض، بزيارة أخرى إلى تونس، اعتبرها محللون أفضل حالا من أبوماهر، ورغم ذلك رفض مسئولو تونس تمكينه من الأرشيف مرة أخرى.
ومع الوقت تصاعدت حدة الخلافات بين الجانبين الفلسطيني والتونسي، عندما قررت السلطات التونسية منع عدة وفود فلسطينية، من دخول مقر الأرشيف، الذي يخضع لحراسة أمنية مشددة، حيث يحتوي أرشيف عرفات، على كنز من المعلومات الاستخباراتية، بالإضافة إلى ما يحتويه من أسرار مالية، تتعلق بمسئولين كبار في السلطة الفلسطينية الحالية، بالإضافة إلى أسماء "ضباط التشغيل والمتابعة والعمليات"، ممّن أشرفوا على تنفيذ هجمات مسلحة في الداخل قبل توقيع اتفاقيّة "أوسلو".
وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن الأرشيف يتضمن كما هائلا من المعلومات، عن رؤساء الدول العربية والإسلامية، ورجال السياسة والاقتصاد والجيش والعلوم في هذه الدول، بالإضافة إلى معلومات تتعلق بشخصيات دولية رفيعة المستوى، وبأفراد عائلاتهم أيضا، بالإضافة إلى معلومات مهمة عن إسرائيل والمفاوضات السريّة.
الفجر | 04:39 |
الظهر | 12:39 |
العصر | 04:17 |
المغرب | 07:11 |
العشاء | 08:38 |