تلفزيون السلام - فلسطين : نحن جيش لا نسير إلى الوراء/ بقلم الرائد أفيخاي أدرعي
تحول جزء من الإعلام العربي مؤخرا إلى عامل يسوّق للحقد ويبث سموم البغض في الوقت الذي ينحصر دوره وعمله في نقل الوقائع والحقائق بصورة موضوعية وهنا اعني بشكل خاص وسائل الاعلام الممولة والموجهة من قبل حماس ومؤيدها وجهات اصولية ومتطرفة اخرى والتي تم استعمالها كاداة لترويج قصص الانتصارات الوهمية والاكاذيب الحمساوية.
منذ أن توليت مهامي العسكرية كناطق باسم جيش الدفاع الإسرائيلي للاعلام العربي، تحولت مادة دسمة لهذه الوسائل، تروج عني مفاهيم خاطئة فقط لأنني أتحدث باسم جيش إسرائيل الذي افتخر بان أكون واحدا من جنوده وقاداته، لأصبح موضوعها الوحيد والأوحد لا سيما بعد عملية "عامود السحاب" ضد المنظمات الإرهابية في غزة. ويبدو أن المساعي التي أقودها لنقل الوقائع والحقائق للشارع العربي

وكشف مخططات منظمة حماس المجرمة أثار حفيظة من يدّعون نقل الحقيقة ناقلين عدْوتهم إلى بعض المواطنين العرب الذين قاموا بترويج صورا وفتح صفحات مزيفة باسمي على مواقع التواصل الاجتماعي. واكثر ما اثار حفيظة هؤلاء هي تصريحاتي التي كشفت التناقض بين افعال التنظيمات الارهابية وما ورد في القران الكريم من حظر لاستعمال اماكن العبادة لاغراض تخريبية.

من الصعب أن يسكت المرء عندما يرى حجم المأساة التي تتخبط بها هذه الوسائل الإعلامية التي تواجه أزمة رؤية تسبب تعقيدات كبرى وتلعب دورا سلبيا في صياغة الإنسان العربي، بحيث تقوده لمواجهة يعتبرونها قدرهم، كما أنها تسبب في ضياع مستقبله من خلال تشويه الوقائع، لتضع مشاهديها أمام تحديات لا يستطيعون مواجهة قضاياها بشجاعة وذكاء وأمانة..

الصور الكاريكاتورية الخاصة بي أرادها أصحابها عاملا مروجا لقتلي جسديا ونفسيا، لكنها ولحسن الحظ، انعكست على حالي وواقعي إيجابا، راسمة البسمة على محياي واعتبرها مؤشرا لنجاحي ولو الجزئي في تأديتي رسالة وطني والتأثير في نشر صورة جيش الدفاع الحقيقية، هذا الجيش الذي غير المعادلات وارهب الإرهاب وعلمني أن للحياة والإنسان سبب ما في الوجود غارسا في نفسي قيما روحيا وإنسانية قل ما نجدها في جيوش أخرى.
ولا يسعني في النهاية إلا أن استشهد بمقطع من شعر للفيلسوف جبران خليل جبران، أوجهها لكل من يعادينا قائلا :
يا من يعادينا وما إن لنا ـ ذنب إليه غير أحلامنا
(..)
لوموا وسبوا والعنوا واسخروا وساوروا أيامنا بالخصام
وابغوا وجوروا وارجموا واصلبوا فالروح فينا جوهر لايضام
فنحن نحن كوكب لا يسير إلى الوراء في النور أو الظلام
أن تحسبونا ثلمة في الأثير لن تستطيعوا رتقها بالكلام