تلفزيون السلام - يشتكى المواطنين في مدينة خانيونس من النقص الحاد في كميات المياه المتوافرة للاستخدام المنزلي ويتذمرون من ملوحة هذه المياه التي تصل بصعوبة إلى بيوتهم , فيضطرون للجوء إلى المستشفيات أو للأماكن العامة لتعبئة المياه الصالحة للشرب.

ويقول البعض منهم أن المياه التي تصل لهم ملوثة مئة بالمئة, وينتابهم الخوف من الإصابة بأشد الأمراض خطورة , ويقول البعض الآخر أن ملوحة هذه المياه سببت مرض تساقط الشعر لديهم.

تقول المواطنة أم فوزي خليل:" هكذا حالنا نمضى يومنا بالطوابير ,مرة أمام محطات التحلية ومرة على باب جيراننا لتوفير برميل للمياه العذبة لديهم ,لأننا لا نستطيع توفيره بمنزلنا لارتفاع سعره ".

وتضيف:"الماء الذي يصل لبيوتنا طعمه لا يطاق, وكأننا نشرب من مياه البحر والمياه التي نقوم بتعبئتها من المحطات أو من الجيران لا تفي بحاجتنا ,متسائلة:" ماذا سنفعل ولطالما ناشدنا واستصرخنا لكن دون جدوى أو حلول؟".

وتتذمر نجوى حسن من ملوحة المياه وتقول:" أصبحنا نخجل من أنفسنا ,لم نتخطى سن العشرينات وشعرنا يتساقط وعندما توجهنا لعمل التحليلات لمعرفة الأسباب ,أثبتت النتائج أن السبب هو ملوحة المياه التي تصل لبيوتنا".

وتتساءل:" هل يعقل ان تكون لدينا الإمكانيات التي تجعلنا نستخدم المياه التي نقوم بشرائها من محطات التحلية للاستحمام أيضا ولغسل الشعر؟؟ فمن أين لنا النقود الكافية ونحن في ظل أسوأ الظروف المعيشية؟؟؟.

وأضافت :" إذا كنا لا نجد المياه فحياة الحيوانات أصبحت أشرف من حياتنا لأننا لا مياه ولا كهرباء ,فما هو المتوفر لدينا ولماذا نعيش؟؟؟".

رضينا بالهم ولكن...

وتختلف مشكلة المواطن خليل عبد عن المواطنة حسن ، حيث قال :"قبلت بالأمر الواقع وبملوحة المياه لكن حتى المياه المالحة لا أستطيع توفيرها لبيتي بسبب انقطاع الكهرباء, لأن المياه لا يمكن ان تصل للمنزل إلا من خلال الماتور الذي يساعد برفعها للبرميل ".

وبتذمر يضيف:" أمكث أكثر من يومين بدون المياه فيقلب بيتي على بعضه, لأن معظم الاحتياجات تحتاج للمياه وما باليد حيلة غير السكوت لأن أصواتنا نبحت وكأننا والعياذ بالله كلاب ولا أحد يستمع ".

ويختم مستهزئا:" رضينا بالهم والهم ما رضي فينا " , قائلا " حسبي الله ونعم الوكيل".

وتستنكر الحاجة أم على ماضي استمرار انقطاع المياه بقولها :" لا نستخدم المياه التي تصل لبيتنا سوى للغسيل وأعمال التنظيف فقط، ونشتري المياه العذبة للشرب ".

وتضيف وهى تقسم يمينا:" نجلس أحيانا من الليل لوقت الصباح ونحن دون شرب لأن المياه التي نقوم بشرائها تستنفذ فنضطر للانتظار لشراء غيرها, منوهة أنها قد تؤجل شرب الدواء بسبب عدم وجود المياه".

وتتابع:" أحزن على حال زوجات أولادي بسبب إرباكهم نتيجة عدم وجود المياه لأنها تعتمد على وجود الكهرباء ولا توفر الكهرباء المدة الكافية لتوصيلها ، متنهدة:" الماء صلب حياتنا ولا نجده ".

وتختم الحاجة ماضي وتقول:"نستطيع الصبر على كل المضرات لكن الماء لا يمكن الاستغناء عنه فنرجو التعطف والحنو على حالنا الذي أصبح لا يطاق وأصبحنا نتمنى الموت لأن به الراحة من حياة الذل والمهانة التي نحياها".

وكشفت التقارير المحلية والدولية الصادرة عن ذوى الاختصاص أن القيود التي تفرضها اسرائيل على إمدادات الوقود الخاصة بقطاع عزة أدت إلى شل قدرة مصلحة مياه الساحل على تشغيل المولدات الكهربائية والتي تستخدم لضخ مياه الشرب وكذلك مياه الصرف الصحي.

ويحذر مختصون من خطورة النتائج الصحية التي تصيب الفرد بسبب استخدامه للمياه المالحة والملوثة.

فيما يرى العديد من المتخصصين ضرورة أن تقوم الجهات المختصة والمعنية بالتخطيط الدقيق لكيفية الاستغلال الأمثل لتوزيع المياه وبما يكفل تأمين احتياجات السكان من المياه الصالحة للشرب إلى جانب القيام بمراقبة الآبار المنتشرة بطرق غير قانونية والتي تستهلك المياه دون رقابة ومن شأن هذه الإجراءات المساعدة على توفير المياه للمواطنين الذي يلهثون لشراء المياه الصالحة للشرب من محطة التحلية حيث أظهرت الأبحاث والدراسات أن 90% من مياه قطاع غزة ملوثة وغير صالحة للشرب.

ودوما يبقى السؤال يطرح نفسه :" إلى متى سيبقى المواطن الفلسطيني تحت رحمة الاحتلال الاسرائيلى ليتحكم في صلب وشريان حياته؟؟ وهل غزة بدون كهرباء وماء وتحت ظل حصار يخيم على ظلالها الحياتية تصلح لأن يعيش بها الإنسان أم أنها أصبحت ملائمة فقط لحياة الحيوانات والعياذ بالله ؟