تلفزيون السلام - فلسطين : ودّع رئيس الوزراء الفلسطيني السابق الدكتور سلام فيّاض مقر رئاسة الوزراء في حي الماصيون برام الله ملوّحاً بيده مع ابتسامة حملت الكثير من الرسائل وقالت كل ما لم يستطع أن يقوله وكل ما لم يوّد أن يتحدث به في هذا الوداع الخاص .

ونشر فياض عبر صفحته الشخصية على الفيسبوك صوراً تجمعه برئيس الوزراء الجديد د.رامي الحمد الله في مقر رئاسة الوزراء وهو المكان الذي شهد على كثير من انجازات "فيّاض"، واستقبل فيه المئات من الوفود العربية والاجنبية والدولية ، وهو ذات المكان الذي شهد على الكثير من الأيام العاصفة التي عاشها فيّاض خلال رئاسته لمجلس الوزراء لمدة تزيد عن الست سنوات.

وأثارت صورة فيّاض وهو يغادر  مكتبه مستقلاً سيارته الشخصية تعاطف أصدقائه على الفيسبوك ممن وصفوه بالرجل المخلص ولم ينسوا أن يدعوا بالتوفيق لخلفه "د.الحمدلله" قائلين "خير سلف لخير خلف" .

ويُعتبر الدكتور سلام فياض رجل المهمات الصعبة الذي غامر بمستقبله السياسي وتحمّل وزر وأعباء الانقسام الفلسطيني الداخلي وقاد أول حكومة بعد الانقسام وقدم العديد من المشاريع والانجازات رغم الهجوم المتواصل عليه من مختلف الاحزاب والفصائل الفلسطينية وقبِل أن يكون ضحية الصراع السياسي على السلطة .

ولم يتوانَ سلام فيّاض عن عمله الدؤوب وتقديم كل ما هو ممكن وغير ممكن من أجل تسيير أحوال المواطنين الفلسطينيين وتخفيف معاناتهم في ظل الانقسام الداخلي والاحتلال الاسرائيلي، قبل أن تعصف بحكومته وقيادته لرئاسة الوزراء الأزمة المالية التي تبعتها انتقادات وخلافات واسعة في الأوساط السياسية الفلسطينية ، وأثارت موجات انتقاد حادة لسياساته المالية التي دافع عنها بمختلف الطرق والوسائل..

فقد شهد الفلسطينيون خلال رئاسة سلام فيّاض لمجلس الوزراء أول مسؤول رسمي فلسطيني يتواصل مع الناس ومع الجمهور بشكل مباشر عبر الفيسبوك واليوتيوب والاذاعات المحلية , واتخذ دور "معلم المدرسة" وخرج بفيديو لشرح "أزمة الضرائب" بطريقة مبسطة كي يصل إلى جميع الفئات , واستحدث أسلوب الحديث الاسبوعي لرئيس الوزراء والذي كان يبث عبر الاذاعات المحلية والانترنت ،وهذا الاسلوب لم يعده الفلسطينيون،ولم يتخذه من قبله أحد .. ولا ينسى الفلسطينيون صور فيّاض وهو يحمل "المكنسة" ويقود حملة توعية، أو يقبل "طفلا" من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو يزرع "شجرة" أو يقود حملة قطف "الزيتون" لتعزيز صمود الموزارع الفلسطيني،أو يضع بيده "حجر الأساس" للمشاريع والانجازات المختلفة ..

وفي متابعة لأصدقاء الدكتور فياض عبر الفيسبوك تجد أن من كان ينتقد "فيّاض" في كل كبيرة وصغيرة شكر الأخير وتمنى له التوفيق في حياته الشخصية واعتبروه الاكثر تحملاً للانتقادات، ولربما تلك التي طالته بشكل شخصي وعائلي ..