تلفزيون السلام ـ فلسطين ـ لقي جنديان في صفوف الجيش التونسي حتفهما وأصيب اثنان آخران في انفجار لغم أرضي بجبل الشعانبي في محافظة القصرين على الحدود التونسية – الجزائرية.

ونقلت مصادر إعلامية محلية من محافظة القصرين أن اللغم قد انفجر بإحدى الطرقات التي تمّ فتحها مؤخراً أثناء عملية التمشيط، وأسفر عن مقتل الوكيل الأول الصادق ذوادي والرقيب الأول لزهر الخضراوي، فيما أصيب الرقيب الأول علي عمري والرقيب رشيد براهمي إصابات بليغة الخطورة.

ولم تمضِ ساعات على الانفجار الأول، حتى دوّى انفجار آخر قريب من المنطقة، حيث انفجر منذ قليل لغم على أحد المواطنين في سيّارة نقل من نوع "إيسيزي "وذلك في منطقة سكنيّة تسمّى فجّ بوحسين على مقربة من جبل الشعانبي.

وفي نفس السياق، اعتبرت وزارة الدفاع التونسية، الخميس، انفجار لغم زرعه مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة قرب قرية في ولاية القصرين قرب الحدود مع الجزائر، ومقتل عسكريين اثنين في الحادثة "تحولاً خطيراً"، داعية السكان إلى "توخي الحذر".

وأكدت الوزارة في بيان لها أن انفجار اللغم في هذه المنطقة "يعد تحولاً خطيراً، حيث إنه يستهدف كل مستعملي هذا المسلك من مواطنين وعسكريين وأمنيين على حد السواء".

وناشدت الوزارة كافة المواطنين توخي الحذر والتعامل إيجابياً مع القوات العسكرية والأمنية لحماية البلاد والعباد من هذا الخطر الداهم.

وكانت المنطقة الجبلية بالشعانبي قد شهدت انفجار لغمين أرضيين الأسبوع الماضي خلال عمليات تمشيط بالآليات الكاشفة للألغام لم يسفرا عن أي إصابات، بحسب ما أكدته وزارة الدفاع التونسية .

يُذكر أن أربعة ألغام أرضية كانت قد انفجرت بجبل الشعانبي بداية شهر مايو/أيار الماضي، وذلك في إطار عمليات التمشيط واقتفاء أثر العناصر الإرهابية من قبل وحدات خاصة من الحرس والجيش التونسي، حسب بلاغ رسمي لوزارة الداخلية.

وبين 29 نيسان/أبريل الماضي و6 أيار/مايو الحالي، أصيب 10 من عناصر الحرس الوطني (3 منهم بترت أرجلهم، وآخر أصيب بالعمى) و6 من الجيش (اثنان بترت أرجلهما) في انفجار 4 ألغام تقليدية الصنع زرعتها المجموعة في جبل الشعانبي.

وكانت وزارة الدفاع التونسية قد كشفت في وقت سابق، حسب التقارير الأولية التي بحوزتها، أن الألغام التي انفجرت في محميّة الشعانبي في محافظة القصرين هي "ألغام بدائية الصنع وضعت بطريقة احترافية من طرف عناصر إرهابية".

ومنذ كانون الأول/ديسمبر 2012 يطارد الجيش مجموعة مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، متحصنة في جبل الشعانبي وتضم في صفوفها عناصر من جماعة أنصار الشريعة الجهادية التونسية.

وقتلت هذه المجموعة في 10 كانون الأول/ديسمبر 2012 عنصراً في جهاز الحرس الوطني (الدرك) في قرية درناية بمعتمدية فريانة الجبلية بولاية القصرين.

وأعلنت وزارة الداخلية أن السلطات اعتقلت بين 10 كانون الأول/ديسمبر 2012 و29 أيار/مايو 45 تونسياً مرتبطين بمجموعة الشعانبي.