تلفزيون السلام ـ فلسطين ـ نقلت صحيفة يديعوت احرونوت عن مسؤولين اسرائيليين قولهم ان تركيا تنتهج مسلكا ينم عن "ازدراء" و"اذلال" لاسرائيل عبر المماطلة في تنفيذ الجزء المتعلق بها من اتفاق المصالحة بين البلدين، معتبرين ان الوقت حان لجعل الاتراك يدفعون ثمن هذا "المسلك "القذر".

وتوسط الرئيس الاميركي باراك اوباما في المصالحة التي كان يفترض ان تنهي قطيعة تسبب بها هجوم الجيش الاسرائيلي عام 2010 على سفينة مافي مرمرة التركية التي كانت تحمل مساعدات الى غزة، وانتهى بمقتل تسعة مواطنين اتراك.

واشترط الاتراك لقبول المصالحة ان تعتذر اسرائيل عن الهجوم وان ترفع الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة.

وبالفعل، فقد قدمت اسرائيل اعتذارها عن الهجوم بعد رفض استمر اكثر من سنتين.

وكجزء من اتفاق المصالحة، فقد ابلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو نظيره التركي رجب طيب اردوغان ان اسرائيل ستقوم بتعويض اسر الضحايا، كما سترفع القيود المفروضة على دخول البضائع الى قطاع غزة.

وقال بيان صدر عن مكتب نتانياهو حينها ان البلدين اتفقا على تطبيع العلاقات الدبلوماسية بما في ذلك تبادل السفراء.

وبحسب البيان، فقد قال اردوغان ان تركيا ستنهي الملاحقات القضائية بحق الجنود الاسرائيليين المشاركين في الهجوم كما ستمنع اي ملاحقات مماثلة لهم في المستقبل.

على انه تبين بعد الاعتذار الذي قدمه نتانياهو ان الاتراك ليسوا في عجلة من امرهم في ما يتعلق بالوفاء بالجزء الخاص بهم من الاتفاق.

وقد وافقت اسرائيل على دفع خمسة ملايين دولار كتعوض، في حين تطالب انقرة باربعين مليونا.

وخلال المحادثات التي جرت على مدى الايام القليلة الماضية عبر الاتراك عن موافقتهم على استلام 24 مليون دولار من اسرائيل، بينما رفع الاسرائيليون من جانبهم قيمة التعويض الى 14 مليونا فقط.

من جهتهم، اعلن الاتراك انه اذا لم يكن المبلغ كافيا، فانهم لن يضمنوا عدم محاكمة الجنود والضباط الاسرائيليين المتورطين بمن فيهم قائد اركان الجيش السابق الجنرال غابي اشكينازي، وقالوا بان "السلطة التنفيذية لا نفوذ لها على السلطة التشريعية" في تركيا.

ووفقا للاتراك، وكما تورده يديعوت احرونوت، فان اردوغان لا يستطيع التحرك لوقف الاجراءات القضائية في وقت يواجه فيه تظاهرات احتجاجية مناهضة له، وذلك لانه لا يريد ان ينظر اليه خصومه باعتباره مؤيدا لاسرائيل.

وفي ضوء السلوك التركي، فان اسرائيل تدرس امكانية انتزاع ثمن دبلوماسي من انقرة بمساعدة عضو كونغرس اميركي مؤيد لاسرائيل، كما تقول الصحيفة التي تنقل عن مسؤول اسرائيلي رفيع قوله ان "الوقت قد حان ليدفع الاتراك ثمن سلوكهم القذر".