الأربعاء | 24/04/2024 - 08:46 صباحاً - بتوقيت القدس
تلفزيون السلام - فلسطين - يقولون سلام لكم اسودا شامخين خلف القضبان, وسلام لكم وانتم تصنعون من جرحكم وطنكم ومن أسركم حريتكم ومن صراخ الصمت أملكم وحلمكم, ويقولون صبرا أن النصر قريب ويقولون لكم منا ألف سلام وتحية !!!!!!
ونحن نقول لكم أيضا لكم منا ألف سلام وتحية , وكل عزة وكرامة , ليس لأنكم ترفعوا إشارات النصر, وليس لأنكم صقورا أو أسودا, ربما كنتم كذلك عندما صرختم وتناثرتم وثرتم لهدم السجون , سلام لكم ليس لأنكم طيورا في قفص يلهو ويداعبكم طفل أو فتاة بل انتم شواهد على بشاعة التاريخ, شواهد على ظلم السجن والسجان انتم المعذبون بل القتلى والموؤدون , أنتم لستم العازفون والمغنون والراقصون , انتم تهمة الانسان والتاريخ أنتم تهمة الدستور والقانون, انتم تهمة كل الاعراف والمواثيق انتم تهمة المفكرين والشعراء والمبدعين أنتم تهمة رجل الدين وليست تهمة الخالق وسنن التكوين , لتسكت كل الالسنة ولتعمى كل العيون ولتموت كل الضمائر كموتكم البطيء , انتم من حولوكم الى أرذل حيوان وبهيم لانكم الشاهد على بشاعة ابليس ,انتم الاحياء عند ربهم يرزقون , وماذا يرزقون ؟ ( بعطاء كل مناع معتد اثيم ) انتم المحكومون بالموت البطيء أنتم شواهد على عفن الماضي والحاضر وربما المستقبل البعيد , تعيشون في قبور ابشع واضيق من قبور الاموات المضيئة بعبق الحياة الصحيحة ,تفنن الانسان في بناء الزنازين, وتفنن في أساليب القتل والتعذيب , انتم لعنة على التاريخ, انتم من دفعتم ثمن المعصية والرذيلة والردة, وانت ايضا من دفعتم ثمن الصمت قبل الهزات والبراكين والغضب الإلهي , وانتم ما زلتم تدفعون وستبقوا كذلك , انتم من فهمتم العنوان ووصلتكم الرسالة رغم موتكم, انتم من صرختم من قبوركم أن السجن رذيلة مهما كانت التهم والاسباب وايا كان السجان , وان السجن قتل للحياة , ايها القتلى أيها الموؤدون أيها السجناء لستم وحدكم تعيشون في هذه القبور , نحن جميعا نعاني ألم سجن الذات وألم الانحطاط والانحدار لما يجب أن يكون السجن من قصص واساطير الاولين وليست ثقافة القرن الحادي والعشرين وليس شعر الشعراء وأدب الكاتبين وفلسفة المفكرين .....
الفرق بينكم وبيننا ليس كبير انتم سكنتم زنازين وقبورا ليست باختياركم , اما نحن تربعنا واسترحنا في منعطفات سجوننا وفكرنا ومرضنا وعجزنا بمحض ارادتنا واختيارنا , أخوتي الموؤدين في سجونكم سامحونا ولا تلعنوننا , لقد فهمتم العنوان
ياننا قد غدرنا وغدر بكم الزمن والتاريخ , لتعملوا ايها الموتى على ألغاء السجون كل السجون وأولها السجون على العقول والقلوب .
لن أقول هذه المرة الحرية للجميع بل أقول قبحا للجميع اكراما للمساجين, أفلا تعقلون .
ياسر فقهاء
الفجر | 04:32 |
الظهر | 12:38 |
العصر | 04:17 |
المغرب | 07:15 |
العشاء | 08:43 |