الشيطان عدو خبيث ولئيم
للشيطان غفلة والله دائم الحضور وإنني لا أود أن ابدأ شرحي وتفسيري بكلمة انتهز لأنها مأخوذة من كلمة انتهازية وهي شعار وسلوك الشياطين بل بداية وفلسفة دخوله للنفس البشرية وبداية تعاليمه ...
انتهازية الشيطان اللئيم هي فلسفة الدخول والاختراق لكل ميادين الحياة البشرية, ليحسن الباطل ويجمله بأحلى الألوان والمظاهر وإعطائه المفاهيم التي تبدو جميلة بفراغها ورنانة بطبولها وعناوينها المزخرفة بأبهى الألوان المتداخلة بل المتصارعة ...
الشيطان لئيم وخبيث وجبان دائم الهروب من الحقيقة والمواقف الصحيحة, ومن أراد التغلب على الشيطان ما عليه إلا أن يتعلم الحقيقة ويفهما ويتعرف عليها نظريا وسلوكيا وهكذا أخوتي تُقفل أبواب الدخول للشيطان ويكون مدحورا ومنزويا...
انتهازية الشيطان وضع كل أسس الخلاف والأمراض الاجتماعية والسلوكية والثقافية الفكرية غير المتوازنة حسب سننها التكوينية وهو جبان كما ذكرت يكره الموت والحقيقة ولذلك طلب من خالقه الإمهال إلى يوم الدين وهو الهروب من الموت وكأنه يريد أن يكزن خالدا مخلدا ... وان حكمة الله وإرادته التكوينية أمهلت هذا الجبان الخبيث واللئيم المقهور الفار من نفسه ومن الحياة الصحيحة ليلجا إلى الضلال والمعصية ليكرسها وتصبح المعصية والرذيلة تعاليمه وسلوكا بشريا بل تنظيما أمميا ليتجه الأغلب إلى إتباع هذا النهج ووضع كل أسس الخلافات العنصرية بشكلها الكامل واللامتناهية المنافية والمعارضة لسنن الخالق واضع سنن الوفاق الأبدي والتعاليم الصحيحة والحقيقة ...
إن الصراع هو نهج إبليس وليس نهج الخالق ولا نهج الأديان التي هي رسائل ربانية حقيقية تحمل سلوك وبصمات ربانية وليست بصمات شيطانية عدائية, ولكن الشيطان انتهز وزين لنا التسميات والعناوين ليضع أسس الخلاف بين الأديان والمذاهب ومختلف العناصر والتعاليم ومن هنا تطور الخلاف والصراع البشري ليحمل تارة صراع بين الحق والباطل وهذا اخف أنواع الصراع, لان الحق لا بد أن يظهر وينتصر في النهاية على الباطل, وهذه حقيقة ربانية وتكوينية في غاية الصحة والدقة ولكن اللئيم والخبيث الشيطان الرجيم الفار من الصواب والحقيقة هو واضع فلسفة الخلاف والصراع بين الباطل والباطل عندما عرف أن الحق منتصر ولا محال, وجمل عناوين الباطل ومبرراته الواهية والشيطانية ليشتد الصراع بين هذه القوى الباطلة وتكون مدمرة لكل مبادئ الحياة والفكر التكويني الصحيح ويكون وقود هذا الصراع هو الحق والمتضرر من هذا الصراع هي الحقيقة, وهذا أعفن وأقسى أنواع الصراع وأشده خطر على الإنسان والبشرية والبيئة, لأن أوراق المعادلة السياسية والثقافية والفكرية والإنسانية والسلوكية تختلط اختلاطا مبعثرا ويتوه الإنسان ويضطرب كما تاه الشيطان ولم يستطع التفريق بين الحق والباطل, وهنا الخوف على الحقيقة أن تتقهقر وأن يعم الباطل كما هو الحال في العصر الحالي ....
والحل الجذري والمناسب هو التفقه في الدنيا وسننها التكوينية وإرساء مبادئ الأخلاق وعلى طلائع الأمة ومفكريها ونخبها وحكمائها وفلاسفتها الجد والاجتهاد وتنقية القمح من الزوان والتصدي للشيطان, وليس هذا أمر سهل بل بحاجة إلى عناء وتعب وجد واجتهاد وربما تضحية وفداء وعناء وبحث وتمحيص وكفاح لإظهار الحق من الباطل, وليتناحر الباطل مع نفسه كما يشاء ولكن علينا أن نحافظ على الحق والحقيقة أن لا تندثر تحت وحشية الشيطان وهمجيته وعنصريته وظلمه وبطشه وعدوانه وأعوانه من البشر ....  وما على العقلاء إلا التدبر والتمعن والدراسة والتمحيص واعلم أخي المفكر ان للشيطان أوقات يغفل فيها وأن الله ليس بغافل عما يفعل السفهاء وهم الشياطين وأعوانه, ومن هذا الباب ادخل أخي المفكر وبدأ مسيرتك البحثية والبنائية والعمرانية وحتى السياسية واشحذ الهمم والطاقات والإمكانيات التي يمتلكها كل أصحاب الحق وعندها سيكون الحق وهو الله بجانبك ولا يخذل الله عباده الصالحين ويهزم الباطل, والنصر للحق والحقيقة والخالق, وإنما يخذل الشيطان أعوانه وأزلامه وهذا واضح كل الوضوح في عصرنا الحاضر وكل العصور الماضية, ولعلكم أخوتي تتذكرون والسلام عليكم .. 
أخوكم وابنكم الغيور على الحق والحقيقة وسلمتم ...
ياسر فقهاء ...