تلفزيون السلام - طولكرم - سامي الساعي - " لقد استنفذت كافة الطرق والوسائل وسافرت الى الاردن وسوريا لانهي معاناة زوجتي مع السمنة، واستخدمت مستحضرات وادوية كثيرة دون جدوى، حتى قررت ان اتوجه الى طولكرم واجري لها عملية (قص المعدة) على يد الدكتور جهاد حسونة في مستشفى الهلال الاحمر بالمدينة، وانهي تلك المعاناة التي كنت اشعر بها وتمسني بشكل شخصي ".

هذا ما قاله الشاب " كامل " خلال مرافقته لزوجته التي خرجت من عملية جراحية " بالمنظار - قص المعدة "، كان الهدف منها التخلص من مرض السمنة، حيث وصل وزنها لأكثر من 117 كيلو، لم يمكنها من ممارسة حياتها بشكل طبيعي، وكانت تشعر بالتعب وضيق النفس وعدم القدرة على التحرك بشكل سريع، حتى قررنا التوجه الى مستشفى الهلال الاحمر، لما سمعناه وقرأناه كثيراً عن اجراء عمليات تخص السمنة، ومنها ربط حزام المعدة، وقص المعدة بشكل طولي، واجراء وصلات وقص المعدة بشكل عرضي.

وزاد الشاب كامل : " حتى ان السمنة أثرت سلباً على العلاقة الجنسية ما بيني وزوجتي، وانا متزوج منذ ثلاث سنوات ولم ارزق بمولود لعدم المقدرة على المعاشرة الزوجية بالشكل الطبيعي ".

وتفاجأ كامل من حالة زوجته ما بعد اجراء العملية، حيث انها تغادر غرفتها مشياً على الاقدام دون تعب، وتحاور وتناقس وتقضي حاجتها لوحدها دون مساعدة من احد.

ودعا كامل، وزير الصحة الفلسطيني الى انشاء قسم متخصص في جراحة السمنة في مستشفيات الوزارة، وذلك للتخفيف عن المواطنين الذين هم بحاجة لمثل هذه العمليات، مؤكداً انها ليست بالتجميلية، وانما هي عملية علاجية ضرورية لا تقل قدراً عن باقي العمليات الجراحية الضرورية للانسان، فعمليات السمنة تنقذ الكثيرين من امراض مزمنة وخطرة ممكن ان يصابوا بها، لافتاً الى ان تكلفة العملية عالية الثمن، ولن يقدر على اجراءها عامة الناس، اي انها تقتصر بذلك على ميسوري الحال، ويبقى البقية يعانون من السمنة لعدم المقدرة على اجراء العملية.

بدوره، اوضح الدكتور جهاد حسونة أخصائي جراحة المناظير وجراحة السمنة المفرطة لمراسل "تلفزيون السلام" في طولكرم، ان السمنة هي مرض، والمصاب به يعاني من مرض مزمن إسمه (السمنة المفرطة) يترتب عليها خلل في جميع انظمة جهاز الجسم، قائلاً: " السكري يصاحب السمنة، امراض تصلب الشرايين وامراض القلب تصاحب السمنة، ارتفاع ضغط الدم يصاحب السمنة، وغالباً المريض يعاني من مشاكل في التنفس بسبب السمنة، ويفقد الرغبة الجنسية ويعاني من مشاكل في الظهر والعمود الفقري وتآكل في مفاصل الركبتين وإنزلاء غضروفي في الظهر ".

وقال الدكتور حسونة، ان إجراء عملية لمرضى السمنة " هي انقاذ لحياته.. على الرغم من خطورتها " مؤكداً انه اجرى مثل هذه العمليات لعدد من المرضى وبنجاح، " حيث قمنا بمناقشة النتائج خلال إجتماعات لجراحي السمنة المفرطة حول العالم، وكانت نتائجنا من النتائج المقبولة "، موضحاً ان المضاعفات التي تصاحب العملية تشكل ما نسبته 2%، ولكن ترك المريض هكذا بدون اجراء العملية تكون المضاعفات بنسبة 100%.

واوضح اخصائي جراحة المناظير الدكتور جهادج حسونة، ان عمليات السمنة المفرطة لا تقتصر على عملية ربط المعدة، وانما هنالك احتمالات عدة من بينها: " أولاً : ربط حزام المعدة، ثانياً : قص المعدة بشكل طولي، ثالثاً : إجراء وصلات وقص المعدة بشكل عرضي" وهذا يعتمد على عملية فحوصات وتقييم لحالة المريض قبل اتخاذ القرار للإحتمالات السابقة.

واشار الدكتور حسونة، انه في فلسطين تصل نسبة المصابين بهذا المرض من 20 - 30% وغالباً لا ينفع معها سوى الحل الجراحي، موضحاً ان جميع انظمة " الروجيم " تفيد لدرجة وقدر معين ومحدود، ولكن سرعان ما يعود الوزن كما كان او أشد عند ترك نظام " الروجيم "، وهذا ما يسبب فشل انظمة الروجيم وتعددها، ولا يوجد احد ناجح او اخذ النجاح المثبت علمياً.