تلفزيون السلام - فلسطين - تنحني الفراشات ...والنحلات .... وربما الجرادات .... على غصن وردة سمراء ... تحاكي ظلها ... وهل للسواد ظل غير السواد ... جميلة هي ... فرحة وممشوقة ... بين بيض الورود وأحمرها وأزر قها وبنفسجها ... وألوان الطبيعة ... وقوس قزح... وألوان البشر ... وألوان صبية عذبة ... تحلوا لها الالوان ... والموسيقى والغناء... وتتقن العزف على الالات ... شقية وحلوة لونها... وأهزوجتها وحنان وردة سمراء ... في يوم أبيض مليء بالزرقة ... يرى ظله معكوسا كقصر نظر شوطوط وخفاش ... أو نعامة هاربة في صحراء خالية ... من جمال الحقيقة ... وسمائها ... وانتمائها لأرضها ...وزهورها وبساتينها ... شيطانة كم هي؟ ملاك هي ... إنسانة هي ... طائر هي ... فراشة تحط على خيال بعيد ... وبعيد يمتد حتى يصل المرسى ... لا يجد أمانيه الخائبة ... وأحلامه النائمة والتائهة ... بل هناك ينعق غراب وبوم في وطني ... بين أهلي ... يلاحقني يراودني ... ويشدني خلفا, خلفا , خلفا, كي لا اصل ... ولم نصل ... نظل ونظل ... نزداد تيها وقبحا ... ونفاقا وتوترا ... وسحقا ... تلاحقني وردة سمراء ... بسواد الليل جميلة كجمال النهار ... لها رائحة قرنفلة زكية ... رائحة دم شهيد معطر... تحمل لون التغير ... رافضة ألوان الورود .... تتمرد على نحلتها وفراشاتها ...تعانق نسيمها ونَفَسِها ... ووريقاتها ... تحتضن حضنها وشوقها ... تُقَبل هوائها وهواها .... تبتسم لمن يمر حولها ... ومن يمر حولها غير عاشق ولهان؟ ... يعرف جمال جمالها ... وحسن حسنها ... وألمها وسعادتها ... سعادتها هدف نامي ... لن يصل الى سعادة ما دامت الحياة تؤرقها وتهزها ... والشوك يطاردها ويلاحقها ... سعادتها في حِراكها ورقصها ... وتطورها وتقدمها ... تهرب من حالة سكونها ... واختلاف ألوان ورود جاراتها ... تتباهى بصنيع الالوان ... وكبر حجمها ... وردة وحيدة في البستان ... تنشد وتشدوا للأزهار ... والفراش وحتى العقارب ... وقمل الطبيعة وعِثِّها ... كم أنت جميلة يا سمراء يا وردتي الثائرة ... المتمايلة كرقص الزمن ... نواحا تارة وحنينا تارة أخرى ...

تكلم نفسها وعشقها ... وجمال لونها وعبيرها ... ألا تعلموا أن السواد سر من أسرار الوجود ... والحقيقة والاعجاز الخَلقي ... يا سمراء اللون ... يا عسل الروح والفؤاد ... القلب لك مشتاق وولهان .... لو اعتبروك فحمة خفيفة الوزن ... انت جمرة تعطيهم الدفء والنار والحنان .... وربما تحرقي جبنهم وذلهم وهزائمهم ... وردتي السمراء لا تغيري لونك ... اعشق لون السواد في عينيك ومقلتيك ... ورمش يسبح لخالقه ... يحنوا عندما يغلق باب النظر حتى لا تري قبح المنظر ... وتحياتي لك وردتي ... وكل جاراتك من الورود .... ولو اختلف اللون والطعم والرائحة ... والشوك والشوق ... والدمع والابتسامات والهناء ... وتسلمي وردتي الغريبة ... في زمن الغربة والعفن ... والصراع والخلاف ... واللوحات الصناعية .... تسلمي لي وردتي ...

ياسر فقهاء ...