تلفزيون السلام - كتب السياسي الاسرائيلي اليساري يوسي سريد مقالا في صحيفة "هآرتس" اليوم تحت عنوان "لماذا سلام فياض العدو رقم واحد للجمهور الاسرائيلي" هذا نصه: "يسير رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من نصر إلى نصر.

فبعد ان هزم الرئيس الأميركي باراك اوباما، عاد وتفوق على رئيس الوزراء الفلسطيني الذي تخلى أمس الثلاثاء عن زيارة كانت مقررة للقدس الشرقية.

سلام فياض هو عدو الجمهور الاسرائيلي رقم واحد هذه الأيام. نحن نندد به، لان العالم يراه جديرا بالمديح. فياض ليس فاسدا، وهذه مشكلة. وهو ليس حتى ساعيا وراء المتعة، كما هو واضح. إنه مبتهج، وخدوده بلا شعر- وبالإجمال فهو ألطف وأقل تهديدا، من ياسر (عرفات)، مثلا.

درس فياض وعمل في الولايات المتحدة، ولغته الانجليزية طليقة، وهذه خسارة استراتيجية أخرى لاسرائيل. وهناك إشاعة تقول ان محررين كباراً في صحيفة "نيويورك تايمز" اعجبوا بفياض خلال زيارة قاموا بها الى المنطقة اخيراً اكثر من نظيره الاسرائيلي، وعبروا عن انطباعهم هذا في افتتاحية طالبوا فيها نتنياهو بالتخلي عن تلاعباته الخطيرة.

وبتوجه حكيم سيواصل فياض حربه علينا: فهو يبني الدولة الفلسطينية من أساساتها، حجرا بعد حجر. وقواته الأمنية تفرض القانون والنظام، تقمع الإرهاب، وتضعف حماس. ولم تعد الأموال المرسلة للسلطة الفلسطينية تضيع في الطريق نحو وجهتها. المانحون يثقون فيه لأنهم يشاهدون نتائج مساهماتهم.

ان فياض يقوض تدريجياً ويبطل الذرائع التقليدية الاسرائيلية: فقد جلب الأمن، ولكن السلام ما زال غائبا. وهو يواجه "تطرف" الرئيس محمود عباس بالاعتدال. خطير هو: سيقتلنا باعتداله.

والآن هو يضع عينيه على القدس أيضا، مخططاته لا تعرف الحدود ولا الأسيجة. وبعد أن وضع خريطة دقيقة للتجاهل الاسرائيلي قفز نحو المنطقة الحرام. فما دامت اسرائيل لا تبني ولا ترمم المدارس في القدس الشرقية، فسيدخل ليملأ الفراغ. وما دامت اسرائيل تهمل الطرق والأرصفة على الرغم من الشكاوى المتكررة، فهو يأمر بإصلاحها وتعبيدها.

وكما لو كان هذا التدخل الاستفزازي غير كاف، فان لديه الجرأة للاحتفال علنا بإكمال هذه الأعمال. هذا لن ينفع. نتنياهو ورئيس بلدية القدس نير بركات ووزير الأمن العام يتسحاق اهارونوفيتش سوف يمنعونه. بامكان فياض ان ينفق المال بدلا منا، لكن بهدوء. الحق في الاحتفال الصاخب محفوظ فقط للمستوطنين اليهود في سلوان والشيخ جراح.

حقنا في كامل مدينة القدس انته اجله، وليس فقط لأن نصفها عربي وبقي كذلك رغم كافة جهود التطهير العرقي والتهويد. لقد فقدنا حقنا لأننا لم نضمها معا بصدق. بل على العكس تماما: لقد قسمنا وحكمنا، سرقنا وورثنا، حتى أننا وضعنا في قلبها جدارا يقسمها، إنه أمر يستحق الاحتفال.

يمكن للمرء أن يجادل في حقنا التاريخي، لكن من الصعب أن يكون هناك خلاف في واجبنا الطبيعي، الذي يأتي من الاعلى. ومن خلال شحنا وقسوة قلبنا على القسم الشرقي من المدينة، الذي لم ينضم إلى البقية وأصبح جرحا مفتوحا. القدس الوحدة، ليست مدينة "إلهية".

سلام فياض ما زال من الممكن إبعاده عن قلب المدينة، لكن لم يعد من الممكن إبعاد القدس نفسها عن مركز الأجندة".