غريبةٌ في أرضِ الوطنِ أشعر
لا أدري ماذا أفعل
ما بالي هكذا لن أذكر
جرحٌ دامَ في قلبي وأنتشر
هذه هي قسوةُ بني البشر
تتجلى مع أعز الاهل والأصحابِ بغض النظر
أحقادٌ مخفية
جُروحٌ دامية
رعبٌ يملئُ الوجود
سوادٌ يعمُ المكان
أحقادٌ مخفية تظهرٌ كأشباحِ سقر
ودموعٌ كاذبة
تلعبُ بعواطفِ أحنِ البشرِ
ذاتَ مرةً سمعتُ أُمي تقل لي كلمةٌ يشعُ منها الامل
طفلتي دعي الحاسدَ الحاقدَ في حيرةٍ من أمرهِ وأبتعدي عن الخطر
وكوني كعلوَ السماءِ عن أحقادِ أقسى البشر
وأعلمي يا طفلتي أنَ الحاقدَ دائماً يصورُ المبرراتِ ويصنعُ المشاكلَ حتى
أنها من الممكنِ أن تُصبح ظاهرةً يدقُ لها ناقوسُ الخطر
يسوغُ الشيطانُ لهم أفكارٌ يعجز عنها وكأنه بُتَ الامرُ وصدر
أنا لم أقل عن نفسي أني كاملةَ لكن بغض النظر
لم تترك ليَ الخيار
لهذا أخرُ قرار
سأمحي عمراً مضى حتى لو كنت أخي من لحمي ودمي يا بني البشر
سأخذُ بقولٍ : مبدأهُ تجاهل تلكَ الاصناف من حثالة البشر
فهذا أولى لي وأحفظُ لكرامتي على أن أصبِحَ مثلَ قسوةِ الحجر
فأنا أعلمُ أن الطيبَ والحنونَ يقابلهُ بعضهم بالتجريحِ والوانِ البؤسِ والخطر
ليسَ كبرياءاً ولكن كلنا خطائون بني البشر
لكن تتفاوتُ في المراتبِ ومع كل هذا بغضِ النظر
أنتَ لم تترك لي خيارٌ غيرُ البوحِ فلم يبقَ لديَ أمل
تجريحٌ , تعذيبٌ , قسوةٌ
ما بالكَ لم يعد في زماننا سوى أنا من طائفة البشر
أم أن هذا هوحقدُكَ غُرِسَ في جبلتكَ كالسمِ وانتشر
أُنهكتَ قواي
لم يعد بوسعي غيرَ أن أُفصحُ عن ما لديَ
اسمع يا أخي بني البشر
الحياةُ قصيرةً لا تستحقُ منكَ أن تقضيها بصراعاتٍ مريرةَ
ان أنتَ مصرٌ على هذا
فأنا سأخولُ قلبي وعقلي للبكاءِ والضحك
بكاءٌ عل زمنٍ مضى وأنا بجانبكَ في حياتك
وضحكٌ على من هانت عليكَ عشرةٌ دامت طوالَ حياتي وفارقتني قبلَ مماتي
باللهِ عليك جفَ دمعي
وزادَ همي
قلَ أملي بالصلاحِ لكَ يا أخي
في نهاية الأمر سأقولُ لكَ لأننا بالأرضِ خليفةٌ لربِ الكونِ ومسؤولينَ عن كل قومِ
الحياةُ قصيرةً لا تفقدها وأنتَ في الغبيبةِ والذمِ
وأنساكَ من كلِ ما قمتَ من ذنبِ
وأصلح حالِكَ قبلَ فوات الامرِ