تلفزيون السلام - طولكرم - سامي الساعي - أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين محافظة طولكرم مهرجانا جماهيريا حاشدا بمناسبة الذكرى 43 لانطلاقة الجبهة الشعبية. بحضور أعضاء وكوادر وأنصار الجبهة الشعبية وممثلي القوى الوطنية والمؤسسات الشعبية والرسمية وأعضاء المجلس التشريعي بمشاركة وفد من فلسطينيي 48 ممثلا بحركة أبناء البلد.

وفي تمام الساعة الثانية عشر ظهرا افتتح المهرجان بالنشيد الوطني الفلسطيني والوقوف وقفة إجلال وإكبار على أرواح الشهداء.

وألقى رأفت بلعاوي كلمة محافظ طولكرم وحيا فيها الجبهة الشعبية وقيادتها وجماهير الشعب, مؤكدا في كلمته على "ضرورة تجاوز الحالة الراهنة من الخلافات والانقسامات، وعلى ضرورة إتباع إستراتيجية فلسطينية جديدة أساسها الوحدة والمقاومة حتى يستطيع الشعب مواصلة نضاله العادل نحو أهدافه الوطنية وحتى يكون قادرا على تجاوز الصعوبات والاستعصاءات الكبيرة بفعل "العنصرية" والتطرف الاسرائيلي وسوء حال الوضع العربي والانقسام الفلسطيني".

بدوره القى رجا اغبارية ممثل حركة أبناء البلد كلمة عن فلسطينيي 48 أكد فيها على معاني ودلالات الانطلاقة وبما تستلزمه اللحظة الراهنة من مراجعات سياسية تقطع من المسار السياسي التفاوضي "العبثي" والذي اضر بقضية الشعب وحقوقه الوطنية، على حد تعبيره.

وأكد على "أن منظمة التحرير الفلسطيني التي انتمينا لها على أساس ميثاقها وبرنامجها هي اليوم أصبحت بحاجة إلى إعادة بناء وإصلاح حتى تكون قادرة على تمثيل الشعب الفلسطيني بكافة أماكن تواجده"، وفي ذات الوقت أكد على ضرورة إعادة التفكير بموضوعة الدولة المستقلة والتي أصبحت اليوم مستحيلة على ضوء المستجدات الإجراءات والممارسات الاحتلالية والاستيطانية "العنصرية" وهذا يقودنا إلى شعار الدولة الديمقراطية الواحدة على كامل التراب الفلسطيني.

كما أكد رجا اغبارية على ضرورة ان يتضمن برنامج كل القوى الفلسطينية إعادة الاعتبار لفلسطينيي 48 الذين يمثل صمودهم وكفاحهم صخرة صلبة تتحطم عليها كل السياسات العنصرية الاحتلالية.

ثم ألقى الرفيق بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني كلمة منظمة التحرير الفلسطينية أكد فيها على الدور الذي مثلته وما زالت الجبهة الشعبية كفصيل أساسي في منظمة التحرير الفلسطينية عبر مسيرة النضال الوطني الفلسطيني بحيث مثلت الجبهة بانطلاقتها إضافة نوعية جديدة بأبعادها الفكرية والسياسية والكفاحية.

وأكد الصالحي على ضرورة التمسك بالبرنامج الوطني الفلسطيني (العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة عاصمتها القدس) وشدد على أن الدولة التي نراها من منظار حق تقرير المصير دولة مستقلة ذات سيادة تامة, وحذر من ضرورة عدم التعاطي مع الطروحات والمطالب الإسرائيلية فيما يتعلق بيهودية الدولة أو الدولة ذات الحدود المؤقتة والتي تعني إفراغ الدولة من مضمون السيادة وتقرير المصير مؤكدا على ضرورة إجراء مراجعة سياسية لكل مسار الحركة السياسية الراهنة ومسار التفاوض وإجراء حوار وطني شامل يقود إلى وحدة وطنية حقيقية تتجاوز حالة الانقسام وتضمن استمرار المقاومة الشعبية الخيار القادر على مواجهة السياسات الاستيطانية و"العنصرية" الاحتلالية وعلى ضرورة نقل ملف القضية الفلسطينية للأمم المتحدة لإلزام دولة الاحتلال على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وأولها قرار 194 وباقي القرارات التي تفي الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.

كما أكد الصالحي على عمق العلاقة التي تربط حزب الشعب الفلسطيني بالجبهة الشعبيةمما يستلزم من كلا الفصيلين توسيع اطر الحوار والتحالف وصولا لبناء تيار وطني ديمقراطي يعيد التوازن للساحة الفلسطينية ويأخذ دوره الحقيقي والريادي في النضال الوطني والديمقراطي الفلسطيني بما ينسجم مع الآمال المعلقة على هذا التيار في الساحة الفلسطينية.

وفي كلمته رحب ناصر أبو عزيز عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية بالحضور واعدا إياهم وجماهير الشعب أطفالا ورجالا وشيوخا انسجاما مع تنوع الحفل بان الجبهة متمسكة بالثوابت والحقوق الوطنية ومدافعة عن الوحدة الوطنية الفلسطينية الحقيقية وإنهاء حالة الانقسام والتشتت والتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني مؤكدا على ضرورة إجراء مراجعة شاملة للوضع الفلسطيني واشتقاق إستراتيجية سياسية جديدة تعيد الاعتبار للبرنامج الوطني وتكون قادرة على توحيد كل مكونات وتجمعات الشعب في الداخل والخارج قادرة على الصمود أمام الضغوطات والاشتراطات الإسرائيلية والأمريكية.

وفي ذات الوقت أكد ناصر أبو عزيز على ان الجبهة لم تعد تقبل باليات العمل داخل مؤسسات منظمة التحرير وحالة التفرد السائدة في مختلف مؤسساتها وان الجبهة تبني مواقفها بما ينسجم مع قناعاتها ومبادئها وواهما كل من يفكر بمساومتها ولي ذراعها مؤكدا على ضرورة بناء تيار وطني ديمقراطي قادر على توحيد كل مكونات اليسار الفلسطيني حتى يأخذ حق اليسار في الحياة السياسية الفلسطينية وبما ينسجم مع حجمه في الواقع الفلسطيني ودوره في النضال الوطني باعتباره احد المكونات الرئيسية للشعب الفلسطيني.

كما جدد العهد للشهداء والأسرى ولكل جماهير الشعب ان تبقى الجبهة أمينة ومدافعة عن حقوق وهموم الشعب حتى كنس الاحتلال وعودة اللاجئين وتقرير المصير وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، وقد تخلل المهرجان فقرات فنية ملتزمة للفنان الملتزم احمد أبو صاع.