تلفزيون السلام -في الشأن الليبي، أشارت أحد الوثائق السرية الأمريكية التي نشرها موقع ويكيليكس إلى طلب "حماس" من سيف الإسلام -نجل الزعيم الليبي معمر القذافي- إقامة قناة تواصل "خلفية" مع الأمريكيين، كما أشارت إلى أن أولاد الزعيم الليبي معمر القذافي الثلاثة سيف الإسلام ومعتصم وخميس هم "الثالوث" الذي سيحكم ليبيا في المستقبل.

وفي الملف الفلسطيني أفادت وثيقة سرية أمريكية بتاريخ 10 فبراير 2010، أن أحد مستشاري نجل القذافي سيف الإسلام، أخبر السفارة الأمريكية بأن "سيف الإسلام يؤمن بأن لدى ليبيا الفرصة الأوفر من أجل إتمام مصالحة بين الأطراف الفلسطينية؛ نظرا إلى حياديتها.. ولهذا الغرض قدم مقاربة إلى خالد مشعل حول التدخل في هذا الشأن"، وبدوره طلب مشعل –والحديث للمستشار الليبي- من نجل القذافي العمل لإنشاء قناة "خلفية" من الروابط بين حماس والحكومة الأمريكية.

كما أكد المستشار الليبي على أن طرابلس سارت في طريق آخر للعمل على توحيد الفلسطينيين، بمشاركة أحد أنجال العقيد القذافي، و"ضباط أحرار" ليبيين (من جيل ثورة الفاتح من سبتمبر 1969)، بينما كان سيف الإسلام قد عمل في الماضي على مناقشة تسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين لإطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس، جلعاد شاليط.

وتضيف الوثيقة أن مستشار سيف الإسلام أبلغ الأمريكيين أن مشعل قدم لسيف الإسلام عرضا للعمل معا من أجل مناقشة تسوية مع محمد دحلان؛ لأنه "أكثر مسئولية" من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يعتقد بأنه "رئيس صوري ضعيف من دون سلطة، وعقبة في طريق مساعي الوفاق".

وفي ما يتعلق بدور سيف الإسلام في الحكم، ذكرت وثيقة بتاريخ 19 نوفمبر 2009، أن الزعيم الليبي عين نجله في الفترة الأخيرة "منسقا عاما"، وصدرت إشارات مصاحبة لهذا التعيين بشأن خطة التوريث التي يجري الحديث عنها وفق شائعة سابقة عن وجود منافسة على الحكم بين سيف وشقيقه مستشار الأمن القومي، معتصم القذافي.
وكشفت الوثيقة أن معتصم تابع التزامه بالملف الأمريكي وواصل جهوده لتنسيق موعد بين والده والرئيس الأمريكي باراك أوباما، مشيراً إلى أن تطوير العلاقة مع الولايات المتحدة بمثابة بطاقة لاستمراره في لعبة السلطة.

وأشارت الوثيقة إلى أن عائشة ابنة العقيد القذافي، يعتبرها البعض أكثر فطنة وذكاء من إخوتها الذكور، "لكن لا يبدو أنها ستؤدي دوراً ملموساً في الصراع على الحكم".

وتحدثت الوثيقة عن سيف الإسلام، فاعتبرت أنه قد يكون "وجه الإصلاح"؛ نظرا إلى سيرته الذاتية وشعبيته، و"هو المفضل حاليا لخلافة والده، وقد يكون الوجه السياسي للنظام، لكن معتصم النجل الثاني للقذافي، لا يمكن أن يحسب خارج لعبة التوريث، وهو مسنود من المحافظين في النظام، ولديه القدرة على إدارة الأمن القومي، أما شقيقهما خميس، وهو قائد لواء النخبة في القوات المسلحة، فيمكن اعتباره وجها عسكريا أمنيا للنظام".

وعن حياة الزعيم الليبي، أشارت وثيقة أمريكية سرية صادرة في 18 نوفمبر 2009، نقلا عن أحد مستشاريه، أن القذافي يعيش وفق تقاليده وعلاقاته الشخصية، في أحد أحياء طرابلس المتواضعة، لكنه "مريض بجنون العظمة"، على حد وصف الوثيقة.

وقالت برقيات مسربة إن القذافي أثار ذعرا نوويا لمدة شهر في عام 2009 عندما أجل عودة مواد مشعة إلى روسيا – في إطار تعهده للغرب بإنهاء أي نشاط نووي لليبيا- ووضع حارسا واحدا عليها في أحد المطارات الليبية ليظهر على ما يبدو استياءه؛ بسبب منعه من نصب خيمته بالولايات المتحدة.

وذكرت الوثائق أن الدبلوماسيين الأمريكيين أبقوا هذا الحادث "طي الكتمان"؛ بسبب الخوف من سرقة 5.2 كجم من اليورانيوم العالي التخصيب نتيجة إجراءات الأمن "السيئة" عند منشأة تاجوراء النووية بليبيا.