تلفزيون السلام - درجت في السنوات الاخيرة " موضة " الخطاب الهام لفلان من المسؤولين ، او علّان من الزعماء ، بحيث يسعى مكتب هذا المسؤول او ذاك الى ابلاغ وكالات الانباء والصحف الشهيرة بانه سيلقي خطابا هاما ، وسرعان ما يكتشف الصحافيون انه ليس هام البتة !!

وربما يكون الخطاب هاما على صعيد المسؤول نفسه ، او امام زوجته واولاده وعشيقاته ولكنه ليس هاما بالنسبة للشعوب وللجماهير وللعمال والمزارعين والفقراء والرأي العام .

"خطاب هام جدا للظواهري " ثم لا يكون هاما ابدا .... " خطاب بن لادن وخطاب الوزير المتهم بالفساد والسفير المتهم بالنسيان والقائد المتهم بالشيزوفرينيا والزعيم العصبي والمدير الغافي " ....الخ .

كل هذا لا يكون مهما في النهاية ، كما ان الظاهرة انتقلت الى اسرائيل ، فكل عدة ايام يصلنا رسالة عبر الايميل ان الوزير الاسرائيلي فلان سيعقد مؤتمرا هاما ، ومن ثم انتقلت الظاهرة الى امريكا ، فقد نشرت الصحف الامريكية ان وزيرة الخارجية الامريكية ستلقي خطابا هاما ومفصليا حول مستقبل عملية السلام ، والمزعج في الموضوع ان الخطاب كان الساعة الثمنة بتوقيت واشنطن اي الساعة الثالثة فجرا بتوقيت القدس .

وانتظرنا .. وانتظرنا واذا به خطاب " تافه " لا يحمل اي جديد ، بل خطاب استغفالي للشعب الفلسطيني ، حيث تقترح السيدة هيلاري مفاوضات غير مباشرة بدل مفاوضات مباشرة بين السلطة وحكومة نتانياهو ؟؟؟؟

ما هذا الخطاب المهم ، انه خطاب يحمل كل الصفات الا صفة المهم ، فهو خطاب ساذج جدا ، حتى ان الصحافة الاسرائيلية كتبت تقول ان الجميع يأس من عملية السلام الفاشلة باستثناء هيلاري كلينتون التي تكابر ولا تريد ان تعترف بفشلها .

فهل ستنجح المفاوضات غير المباشرة في حل مشكلة الحدود التي لم تحل على طاولة المفاوضات المباشرة مثلا ؟ ام ان المستوطنات ستتبخر بالمفاوضات غير المباشرة ؟؟

اداء فاشل للزعماء والقادة سواء كانوا في قصورهم او في كهوفهم ، هذا نصيبنا من الحياة ولكن لو يسمحوا لنا ان نقرر نحن ما هو الخطاب الهام وما هو الخطاب غير الهام ، ام انهم يريدون ايضا ان يقرروا نيابة عنا ما هو مهم وما هو غير مهم ، ما هو جميل وما هو غير جميل ؟