الفنان مفيد الحنتولي غنى للثورة ولفلسطين، والفنانان دواس وحسن كتانة قدما زجلاً شعبيًا للثورة، مؤسسة الأشبال والزهرات أبت إلا أن تشارك بقصيدة شعرية لفلسطين وللأسرى ألقتها الزهرة سارة فواز، لتختتم الفعاليات بدبكة شعبية من التراث الشعبي الفلسطيني قدمتها فرقة شبيبة العاصفة

تلفزيون السلام - طولكرم - وفا - هدى حبايب - هتفت حناجر فتحاويي طولكرم عاليًا مرددين (نحي ونبوس ترابك يا أبو عمار، من قلعة الأولى رجالك من جبل النار)، في مهرجان الانطلاقة الـ 46.

أشادوا بفتح العاصفة، جددوا العهد، أقسموا بدماء شهداء الثورة بأن يبقوا على عهدهم يدافعون عن قضيتهم ووطنهم، مؤكدين التفافهم حول القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس في جهوده من أجل الحفاظ على الثوابت الوطنية والمعركة النضالية ضد الاحتلال ومستوطنيه.

رفرفت الأعلام الفلسطينية في الهواء تعانقها الكوفية السوداء التي طالما تمسك بها الرئيس الراحل الرمز ياسر عرفات، لتصبح عنوانًا لقضية شعب يريد الحرية والسلام العادل.

آلاف الأطفال، والنساء، والشيوخ، وشرائح مختلفة من الجماهير الكريمة، شاركت بفعالية في هذا المهرجان، الذي توج في ساحات جامعة فلسطين التقنية خضوري، التي نزفت كثيرًا من آلة الحرب الإسرائيلية بتدميرها لمبانيها، وسقوط عدد من الطلبة الشهداء، لتطل اليوم كعروس جميلة مزينة بألوان الفتح الصفراء وأعلام فلسطين الخالدة، وبصور الشهيد الراحل ياسر عرفات والرئيس محمود عباس.

وتفاعل الحضور بالفقرات الفنية التي ألهبت مشاعرهم الوطنية، وأعادت إليهم ذكريات الثورة الخالدة التي فجرها الشهيد ياسر عرفات.

الفنان مفيد الحنتولي غنى للثورة ولفلسطين، والفنانان دواس وحسن كتانة قدما زجلاً شعبيًا للثورة، مؤسسة الأشبال والزهرات أبت إلا أن تشارك بقصيدة شعرية لفلسطين وللأسرى ألقتها الزهرة سارة فواز، لتختتم الفعاليات بدبكة شعبية من التراث الشعبي الفلسطيني قدمتها فرقة شبيبة العاصفة.

وشددت الكلمات التي ألقيت في المهرجان على الالتفاف حول القيادة الفلسطينية والتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بكل أطيافه السياسية.

وأكدت أن لا سلام ولا مفاوضات دون الوقف الكامل للاستيطان، والإفراج عن الأسرى والأسيرات القابعين في سجون وزنازين الأسر الإسرائيلي.

وكانت الوحدة الوطنية وضرورة المصالحة عنوان المتحدثين، كونها الطريق الوحيد للخلاص من الاحتلال.

الشهداء العظام ورمزهم الشهيد ياسر عرفات، احتلوا مكانة في كلمات المهرجان، التي حملت رسالة العهد هو العهد والقسم هو القسم بالسير على خطاهم حتى تحرير كل شبر من فلسطين.

محافظ طولكرم العميد طلال دويكات نقل تحيات الرئيس محمود عباس وتهانيه لأبناء فتح بهذه المناسبة العظيمة، مؤكدًا أن حركة فتح قدمت آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين عبر مسيرة النضال والكفاح الممتدة عبر نصف قرن.

وقال 'إن الحركة حملت الهم والحلم الفلسطيني، وحافظت على الثوابت الوطنية وهي القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، وحدود الرابع من حزيران وعودة اللاجئين، وهي التي نقلت الحلم الفلسطيني إلى قضية موجودة على الخارطة السياسية والدولية رغم أنف الاحتلال.

وأكد الالتفاف حول القيادة الفلسطينية ورئيسها أبو مازن، والتي استطاعت الحصول على اعتراف دولي بهذه الدولة وآخرها دول أمريكا اللاتينية. 

وشدد دويكات أنه رغم ممارسات الاحتلال المتربصة بالمشروع الوطني، فإنه لا للدولة المؤقتة ولا للضغوط التي تمارس على القيادة الفلسطينية للدخول في المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان واعتداءات المستوطنين.

ووجه رسالة لحماس في غزة التي يعاني شعبنا من إجراءاتها القمعية، بالقول 'كفى تعطيلاً للمصالحة، وضرورة أن تغلب مصلحة الوطن فوق كل اعتبارات، وأن المصالحة الطريق الوحيد لمواجهة الاحتلال'.   

قيس أبو ليلى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفي كلمة القوى والفصائل الوطنية، شدد على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.

وأكد ضرورة حل الخلافات في إطار الوحدة الوطنية والحوار من خلال مؤسسات م.ت.ف، لكي تبقى مسيرتنا الوطنية عبر الطريق الرئيسي نحو الحرية والاستقلال.

وقال 'مطالبون وفي ظل ممارسات حكومة نتنياهو ونوايا ليبرمان الذي لا ينفك عن قوله بأنه لا سلام مع الشعب الفلسطيني إلا بعد عقود من الصراع، بتعزيز مقاومتنا الشعبية التي ينبغي أن تتطور وتتوسع دائرتها لتصبح انتفاضة شعبية ضد الاحتلال والاستيطان، ولا بد من إنهاء الانقسام المدمر الذي ألحق الضرر بقضيتنا ووحدتنا، وأن تكون الوحدة على أساس وثيقة الوفاق الوطني، وتفعيل إعلان القاهرة للتوجه إلى حوار وطني شامل.

ودعا إلى ضرورة تعزيز صمود المجتمع من خلال معالجة التفكك والضعف بسبب أمراض الفقر وتعزيز صمود الفئات المستهدفة من الاستيطان والجدار، ورص الصفوف ومواجهة متطلبات معركة الاستقلال بصف موحد والدفاع عن الحريات والكرامة.

وأشاد محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مفوض التعبئة والتنظيم، بكل فخر بحركة فتح التي فجرت الثورة الفلسطينية بكل ما استطاعت من جهد وبأقل الإمكانيات رافضة الذل الذي يقع على الشعب الفلسطيني، فصنعت كيانًا نضاليًا نفتخر به.

ووجه كلمة للفتحاويين يدعو خلالها إلى ضرورة بذل جهد أكبر مما هو قائم من أجل إعادة الاعتبار لهذه المسيرة، ولأحلام الشهداء الذين حلموا بها وسقطوا من أجلها لمواجهة ما هو قادم من تحديات كبرى.

وقال 'نحن فخورون بالموقف السياسي الفلسطيني القائم، الذي عليه إجماع صلب ومتماسك من كل القوى الفلسطينية بشكل دائم دون أي تراجع، وذاهبون لتقديم تضحيات من جديد'.

وأضاف 'أوقفنا المفاوضات وأردنا تصويب المسائل، فنحن طلاب سلام عادل، وأن لا سلام مع الاستيطان، وأن علينا أن نتصدى للسياسات الإسرائيلية وأن نبذل كل جهد لتصعيد المقاومة الشعبية لتكون مؤثرة تدفع الاحتلال التفكير بإنهاء إحتلالة'.

سبق المهرجان مسيرة جماهيرية وكشفية حاشدة تتقدمها فرق الخيالة وكشافة مدارس المحافظة، انطلقت من أمام مكتب إقليم فتح وسط طولكرم، إيذانًا ببدء فعاليات الحفل، سارت باتجاه خضوري.