تلفزيون السلام - فلسطين : وقع خبر وفاة الطالبة الجامعية "رولا العرجا" كالصاعقة على قلوب محبيها، واهل مدينتها، وزملائها في جامعة بيت لحم.

فتاة بعمر الورد تملأها الحياة والامال، ينقلب بها الحال وتقع فريسة للمرض وتخرج روحها الطاهرة الى السماء يوم الجمعة الماضي 18/3/2016.

وبين خبر وفاة الشابة العرجا من مدينة حلحول شمال الخليل، وما تتناقله بعض وسائل الاعلام والصفحات الاجتماعية يزداد ألم العائلة وتكبر همومهم، بعد انتشار خبر وفاتها، بدأت بعض وسائل الاعلام والصفحات بنشر اسباب واهية لوفاتها، منها مرض وراثي، واخر يدعي بالسرطان، وصفحات اخرى تتحدث انه خطأ طبي، وتتعدد الاسباب والأقاويل على تلك الصفحات والمواقع.

وفي حديث خاص لعائلة العرجا مع شبكة الحرية الاعلامية، وضحت العائلة ما جرى مع ابنتهم منذ لحظة مرضها حتى لحظة وفاتها.

وفي التفاصيل، ففي شهر تموز من عام 2014 توجهت الفتاة رولا العرجا برفقة والدتها الى احد اطباء الخليل بعد ان اشتكت من أوجاع بالمعدة والقولون، وبعد عمل الفحوصات اللازمة، أخبر الطبيب العائلة ان ابنتهم مصابة بالأميبا واعطاها الدواء اللازم وغادرت العيادة كما قال شقيق والدتها في حديثه لنا.

وأكمل قائلا، ان الفتاة عادت بعد 9 أشهر تعاني من ذات الأعراض وبشكل اكثر حدة، فتوجهت العائلة بها الى الجمعية العربية في بيت لحم وبعد اجراء الصور والفحوصات لها وعملية منظار، تبين انها تعاني من مرض بالقولون والتهاب حاد فيه، و وُصف لها العلاج اللازم وغادرت الجمعية.

وتابع "عادت الكرّة من جديد، بعد تناولها العلاج الموصوف بفترة، تعود لها الأعراض وبأكثر حدة ومن ضمنها هذه المرة كان صداع شديد.

يقول خالها "عدنا الى الطبيب المعالج مرة اخرى منتصف شهر شباط الماضي، فقال ان الفتاة لا تعاني من شيء ربما من وجع المعدة الذي يصيبها، او ضغط نفسي"، وكتب لها دواء مهدئ وعدنا بها الى المنزل.

واستمر الحال بها على هذا النحو حتى أصبحت غير قادرة على النوم، فعدنا له مرة اخرى، وبعد اجراء صورة طبقية للدماغ تبين انها تعاني من بداية نزيف، وطلب من عائلتها التوجه لمشفى الخليل الحكومي، فطلبت الأم على حد قول العائلة ان يتم نقل "رولا" باسعاف، الا ان الطبيب قال لا حاجة لذلك وانقلوها بمركبتكم الخاصة.

يكمل شقيق والدتها حديثه لشبكة الحرية ، قائلا "توجهنا الى مشفى الخليل وانتظرنا اربع ساعات في الطوارئ، لم يقدم لها العلاج او الكشف بها سوى فحص للدم، واثناء انتظارنا جاء طبيبين من المشفى ليرى ما المشكلة، فأعطيناهم الصورة الطبقية وصدما مما رأوا وطلبا مني نقلها الى مشفى الميزان".

وتم نقلها بسيارة اسعاف من مدينة حلحول تم استدعائها من قبل عائلتها، لعدم وجود سيارات اسعاف بالمشفى لحظة نقلها على حد قول عائلتها.

وبوصولنا لمشفى الميزان، اعيد لها الصورة الطبقية وصورة اخرى "رنين مغناطيسي"، وتبين ان النزيف ازداد حدة وتطور من بعض المليمترات الى 4سم بعد ساعات الانتظار والتنقل بين المشافي.

وفي اليوم الثاني، ابلغت العائلة ان رولا دخلت في غيبوبة وحالة موت دماغي، واعلن عن وفاتها بعد خمسة أيام.

ونفى خال الفتاة العرجا، ما تتناقله بعض وسائل الاعلام والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ان ابنة شقيقته توفيت بمرض وراثي، وان والدها توفي بذات المرض، مؤكدا ان والدها توفي قبل 7 سنوات اثر جلطة قلبية.

كما ناشد بضرورة تحري الدقة والحصول على المعلومة من ذويها وليس من صفحات الفيس بوك.

وفي حديث للطبيب المعالج للفتاة رولا د.رائد الطيطي، قال لـ"شبكة الحرية الاعلامية"، انه كان المشرف على علاجها منذ اصابتها بمرض يعرف بـ"التهاب القولون التقرحي اللا سببي"، وان هذا المرض لا سبب له.

ويؤكد الطيطي ان ان بداية هذا المرض تكون خفيفة او متوسطة ومن ثم نقرر المنظار.

وتم اكتشاف المرض للعرجا في الجمعية العربية وبعد اجراء عملية منظار لها، وتبين ان التهاب شديد أصاب القولون، وبدات تأخذ العلاج اللازم وحسب مراحل المرض.

ويوم الاربعاء الذي سبق ادخالها للمشفى، وصلت العيادة تعاني من انتكاسة مرضية ، مصابة باسهال شديد والام قليلة بالرأس، مما استدعى الى عمل فحوصات مخبرية وصورة لجيوب انفية لمعرفة سبب وجع الرأس ولم يتبين شيء فيهما، لذلك اعطيتها الجرعة اللازمة من الكورتيزون في هذه الحالات.

وطالب وسائل الاعلام بتحري الدقة وعدم نشر امور تتعلق بالطب دون مصدر موثوق.

وعادت الى العيادة يوم السبت تعاني من الام شديدة بالرأس مما استوجب عمل صورة طبقية لها بالمختبر المحاذي للعيادة، وتبين انها تعاني من بداية نزيف بالدماغ، فنسقت لها مع د.حنا خمشتة مسؤول الجراحة بمشفى الأهلي لعمل صورة طبقية ورنين مغناطيسي بسبب عدم وضوح الصورة التي أجرتها بالمختبر.

وخرجت من العيادة بوضع صحي جيد، ولم تكن بغيبوبة كما نشر ببعض وسائل الاعلام.

وانهى حديثه قائلا، انه مسؤول عن كل جرعة اعطاها للفتاة وانها لم تتجاوز الحد المسموح، وانه تدرج معها بالعلاج حسب مراحل تطور المرض.