تلفزيون السلام - ثلاث وستون عاما مضت وشعبنا الفلسطيني ما زال يرزح تحت الاحتلال الاسرائيلي, ويعاني من الظلم والاضطهاد والممارسات الاستبدادية الاسرائيلية اليومية، المتمثلة في الحصار والتجويع 

وبناء وتوسيع الاستيطان وتهويد القدس ومصادرة الاراضي وتدمير المنازل وتجريف الاراضي والابعاد واخيرا سياسة القرصنة المالية ومساومة أبناء شعبنا في لقمة عيشهم ورغم هذه المعاناة وانكار الحقوق الوطنية المشروعة، التي نصت عليها قرارات الشرعية الدولية – 242 – 194 وغيرها من القرارات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، فأن الشعب الفلسطيني ما زال متمسك بحقوقه ومتسلحا بالشرعية الدولية في نضاله حتى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.كما ان القيادة الفلسطينية - المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية – برئاسة الرئيس محمود عباس متمسكة بموقفها من قضايا تسوية الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي والمفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية.
ويا للمفارقة، في الوقت الذي يحي فيه الشعب الفلسطيني الذكرى 63 لنكبته. فأن الاحتلال الاسرائيلي يحتفل بالذكرى 63 على تأسيس دولته.. وتلك الدولة "اسرائيل" تم قبولها بناء على موافقتها على ميثاق الامم المتحدة، ومبادئ القانون الدولي، الهادفة الى العيش بسلام جنبا الى جنب, كجيران طيبين، والحفاظ على السلام والامن الدوليين، وعدم الاعتداء والاستيلاء على اراضي الغير بالقوة. وعليه فان احتفال اسرائيل بالذكرى 63 ، يأخذ صفة الاحتفال بالخروج عن الشرعية الدولية والتمرد على قراراتها، والتجاهل للحقوق الاصلية للشعب الفلسطيني صاحب الارض والبحر والفضاء.
واليوم الحكومة الاسرائيلية تسعى الى افشال العملية السياسية بمواصلة الاستيطان، خاصة في القدس ومصادرة الاراضي، بهدف استجلاب ردود أفعال تحاول من خلالها تحميل الجانب الفلسطيني المسؤولية عن فشل جهود التوصل الى سلام شامل ودائم، هذا بالرغم من معرفة الجميع أن الجانب الفلسطيني قد أنجز كافة التزاماته التي وردت في الاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل، التي لم تلتزم بها.
ان هذا التعنت المستمر من قبل الحكومة الاسرائيلية سيدفع منطقة الشرق وشعوبها الى أتون العنف والفوضى والتطرف واراقة الدماء.
ان برلمان شباب فلسطين يحمل اسرائيل المسؤولية السياسية والقانونية والاخلاقية عن النكبة التي احلت بالشعب الفلسطيني عام 1948 ، وعن تداعياتها المستمرة، وخاصة المسؤولية عن قضية اللاجئين الفلسطينيين، الذين شردتهم من اراضيهم واغتصبت ممتلكاتهم بالقوة وعبر التهديد وارتكاب المجازر.
ان الدائرة السياسية لبرلمان شباب فلسطين تدرك جيدا ان انهاء مأساة الشعب الفلسطيني، هي مسؤولية دولية وعربية.وهذا يتطلب من المجتمع الدولي، وخاصة اللجنة الرباعية الدولية، بذل اقصى الجهود لانجاح عملية السلام وذلك من خلال اجبار اسرائيل للجلوس على طاولة المفاوضات، بهدف انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والتوصل الى تسوية عادلة وشاملة على اساس قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين. هذا الحل سيكون بمثابة تصحيح لخطأ تاريخي، وخطيئة انسانية واخلاقية، ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني في التاريخ المعاصر.
وفي هذه الذكرى يتوجه رئيس الدائرة السياسية لبرلمان شباب فلسطين عبد المجيد جودة بالتحية والتقدير لشعبنا الفلسطيني على صموده وتصديه للاعتداءات الاسرائيلية، والى شهدائنا الابرار الذين ضحوا بأرواحهم من اجل ان ينيروا لشعبنا طريق الحرية والاستقلال. كما ويتوجه بالتحية الى جرحانا البواسل واسرانا الابطال، الذين بصبرهم وصمودهم البطولي وتضحياتهم يقربون شعبهم من لحظة الحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف
رئيس الدائرة السياسية لبرلمان شباب فلسطين
عبد المجيد جودة