تلفزيون السلام _ فلسطين : أطلق فريق شبابي من مدينة غزة مبادرة خيرية لتوفير زي مدرسي لطلبة المرحلة الابتدائية لبعض الأسر الفقيرة في محافظات قطاع غزة.

وتستهدف مبادرة "غيث" الشبابية توفير الاحتياجات المدرسية لنحو 200 طالب من ذوي الدخل المحدود، والذين يقطنون في الأحياء التي دمّرها العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة صيف 2014.

وتأتي المبادرة الخيرية التي أطلقها 15 شاًبا وفتاة من طلبة الجامعات؛ في ظل الواقع الاقتصادي السيء، والظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها العائلات الفلسطينية.

"أول الغيث"

ويقول منسق المبادرة أنس اسبيتة إن الفكرة جاءت بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة والبطالة المرتفعة التي يعاني منها السكان في غزة، والتي تحول دون توفير بعض الأسر الزي المدرسي لأبنائهم.

وفور بدء الحملة منذ بداية أغسطس الجاري، أطلق الشبان وسم #انت_أول_الغيث عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطاب "أهل الخير" والمتبرعين.

ويوضح اسبيتة لمراسل وكالة "صفا أن الفكرة تستهدف بشكل أساسي الأسر المهمشة وذات الدخل المتدني، والأيتام، والاعاقات من الطلبة في الأحياء التي دمرها الاحتلال، كالشجاعية، وبيت حانون، وخزاعة، وأحياءً من مدينة رفح.

ويضيف "نحن نعمل كفريق لتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للأسر من ذوي الدخل المحدود في غزة، ولن نتوقف عند هذه الحملة".

معرض مدرسي

ويعتزم الشبان في 25 من الشهر الجاري إطلاق معرض خيري يضم الملابس المدرسية والحقائب والقرطاسية للطلبة، بحيث يختار الطالب المستهدف ما يلزمه.

ويشير الشاب معتز الإسي –أحد أعضاء المبادرة- إلى أن "معرض غيث المدرسي" سيكون تتويجًا لمجهود استمر طيلة شهر كامل لفريقه؛ بعد حشد الأموال اللازمة لشراء الألبسة والحقائب والقرطاسية المدرسية.

وبحسب الفريق؛ فإن المعرض سيقام بقاعة "حيدر عبد الشافي" بمدينة غزة، ويضم عدة زوايا يعرض فيها التجار بضاعتهم من الكسوة المدرسية، ويتخللها فقرات فنية أخرى.

وبيّن الإسي أن الفريق أعد خططًه لجمع تبرعات لكسوة 100 طالب، إلا أنهم تمكنوا من جمع أموال تكفي لكسوة 200 طالب من الأسبوع الأول للحملة.

وتبلغ كلفة كسوة الطالب المدرسي المستهدف في المرحلة الابتدائية 70 شيكلاً (20 دولارًا) تضم الزي المدرسي، والحقيبة، والحذاء، والقرطاسية.

ويلفت الإسي إلى أن عددًا من التجار أبدى استعداده للمشاركة في المعرض الخيري، والبيع بسعر الجملة للفريق؛ في مساهمة منهم لخدمة الطلاب الفقراء.

ويوضح أن التبرعات التي جمعها الفريق كانت بجهود شخصية بعيدًا عن تدخل أي مؤسسات خيرية أو إغاثية.

آلية الاختيار

ويقول منسق الفريق أنس اسبيتة إنهم سيعتمدون في اختيارهم للطلبة المرشحين على المرشد التربوي بالمدرسة الحكومية لكل حي؛ لاطّلاعه على أوضاع الطلبة المحتاجين بالفصل.

ويشير اسبيتة إلى أن عدد الطلبة الذين ستقدم لهم المساعدة مرشّح للزيادة؛ بفضل تفاعل وتعاون أهل الخير مع حملتهم، منذ الأسبوع الأول لانطلاق الحملة.

ويضيف "شيء يدمي القلب حينما نرى أطفالًا أيتامًا أو فقراء يريدون الدراسة ولا يستطيع أهاليهم توفير احتياجاتهم المدرسية".

ويؤكد الفريق الإغاثي أن هدفهم الأسمى من مبادرة "غيث" تقديم المساعدة للمواطنين البسطاء بجهود شخصية دون تمويل خارجي أو داخلي.

وبشأن المعوقات التي تواجه الفريق، لفت اسبيتة إلى أن مشكلة التمويل الثابت للفريق تحول دون انطلاقهم في مبادرات خيرية عديدة تساعد جميع الأسر المعوزة والمحتاجة.

ويشدد على أن الفريق الشبابي سيواصل هدفه الإغاثي الإنساني؛ لمد يد العون للأسر الفقيرة، مؤكدًا جهوزيتهم للتعامل مع أي جهة خيرية تدعم جهدهم الإنساني.