السبت | 20/04/2024 - 10:26 صباحاً - بتوقيت القدس
وبدأت الجدران في التهاوي!!!بقلم _ جهاد عبد الكريم ملكه ...
بشراكم يا شعب فلسطين فان بشريات النصر قد بدأت بالظهور وما سقوط جدار السفارة الاسرائيلية في القاهرة إلا حدث مصغر لما سيحدث قريبا للحدث الأكبر وهو سقوط جدار الفصل العنصري الذي أقامته اسرائيل للفصل بين الفلسطينيين وأرضهم والذي أقرت محكمة العدل الدولية في لاهاي بعدم شرعية.
هذا الجدار العنصري والذي يهدف من وراء إقامته إحداث خلخلة في النسيج الاجتماعي الفلسطيني الذي يقوم على أساس الترابط والتكافل ، بقطع التواصل الجغرافي بين المدن والقرى والبلدات الفلسطينية وتحويل حياتهم إلى جحيم لا يطاق وجعل من حياتهم أمراً مستحيلا.
ويكفي ما قال عنه العالم سيغمونت بومان، وهو عالم اجتماع يهودي وواحد من أعظم الفلاسفة في عصرنا هذا، في مقابلة أجرتها معه أسبوعية "بوليتيكا" البولندية، إن جدار الفصل العنصري الإسرائيلي بالضفة الغربية يشبه "غيتو وارسو".
ان أحداث السفارة الإسرائيلية في القاهرة واقتحامها بعد هدم الجدار والصعود إلى الطابق العشرين من المبني المتواجدة فيه السفارة وهروب رجال الأمن الإسرائيليين المكلفين بحمايتها مثل الجرذان، يعطينا نموذجا حيا للسيناريو القادم لهجوم الشعب الفلسطيني الغير مسلح وتسلقه للأسوار للوصول إلى أرضه.
ان درس السفارة الاسرائيلية في القاهرة يجب ان يستوعبه الجميع وهو ان الجدار العازل الاسرائيلي الذي يفصل الإنسان عن الأرض والذي يشابه جدار السفارة الاسرائيلية في القاهرة لا يمكن ان يمنع اقتحام الحدود عندما يحين الوقت المناسب ولا القوة يمكن أن تقف أمام إرادة الشعوب ولا الحماية الأمريكية أو الغربية يمكنها ان توقف الزحف نحو الجدر العازلة لتزيلها وتعيد فلسطين إلى أهلها ولا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع الوقوف أمام إرادة الشعوب
ان اسرائيل لا تعرف إلا منطق التهديد والقوة، فعندما تكون الأجواء حولها سلمية فإنها تتمادى في عنجهيتها واعتداءاتها ولكن عندما تكون في حصار وتهديد فإنها تبدأ بالتفكير في ما يسمى زيفا بالسلام والمفاوضات، والآن، وفي ظل التدهور الكبير لمكانة اسرائيل إقليميا ودوليا وعودة أجواء الحرب تخيم من جديد على اسرائيل ومحيطها فان قيادات سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى بدأت بمطالبة رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو بفتح حوار جدي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتقديم تنازلات حقيقة للسلطة.
الآن القيادة الاسرائيلية باتت تدرك تمامًا تداعيات هذه الأحداث فهي تعي أن إسرائيل عادت الآن إلى سنوات الـ70 حيث كانت دولة تعيش في عزلة تامة عن محيطها بلا سلام، وحيدة وغريبة في الشرق الأوسط تتعرض لهجمات العرب ولذلك تمر إسرائيل حاليًا في أخطر المراحل التاريخية الصعبة على الصعيدين العسكري والسياسي.
لذلك يجب ان يكون هذا الاقتحام ليس إلا بداية فقط، فهذه أول الطريق لقطع العلاقات المصرية- الإسرائيلية، وهي أول الطريق لإظهار مدى العلاقة والتجاذب بين الشعوب العربية وحكوماتها، فإذا لم تستطع الحكومات العربية استيعاب هذه الأوضاع والمتغيرات الجديدة، فانه ستكون الطريق ممهدة أمام انهيار سيطرتها على الشعوب وبدء مرحلة جديدة من التحرر الوطني وطرد الدكتاتوريات.
الآن الشعوب العربية باتت تعرف تماما إن إسرائيل لست معنية بالسلام، فالسياسيون الإسرائيليون يرتعدون ويرتجفون خوفا من إمكانية ان تتحرك الجماهير الغاضبة وتقتحم الخدود وتتسلق الجدران، لأن زمن الخوف قد ولى إلى غير رجعة والإسرائيليين الآن يخافوا تحرك الشعوب أكثر بكثير من ترسانات الجيوش العربية المهترئة الصدئة فهنيئا للشعوب العربية ثوراتها.
** كاتب مختص بالشؤون الاسرائيلية
الفجر | 04:38 |
الظهر | 12:38 |
العصر | 04:17 |
المغرب | 07:12 |
العشاء | 08:39 |