السبت | 20/09/2025 - 01:34 مساءاً - بتوقيت القدس
تلفزيون السلام - فلسطين: تكشف تقارير إسرائيلية وفلسطينية متقاطعة عن فصل خطير جديد في مسلسل حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من عامين.
فبعيدًا عن القصف والتجويع والحصار، تعمل "إسرائيل" على هندسة فوضى داخلية عبر تجنيد وتمويل وتسليح عصابات فلسطينية محلية، تهدف إلى إشعال فتيل صراع داخلي دموي شبيه بمجازر صبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982، لكن هذه المرة على أرض غزة المحاصَرة.
مرتزقة بترخيص للقتل
بحسب صحيفة هآرتس وتقارير عسكرية إسرائيلية، فإن هذه العصابات تتكوّن من عشرات العناصر الذين يتلقون رواتب شهرية مباشرة من أجهزة الاحتلال، ويحصلون على تصاريح لحمل السلاح واستخدامه، ما يجعلهم فعليًا مرتزقة فلسطينيين في خدمة "إسرائيل".
أحد الضباط الإسرائيليين لم يتردد في التحذير من أن هذه المجموعات "قد ترتكب مجازر بحق عشرات المدنيين غدًا"، متسائلًا عن الجهة التي ستتحمل المسؤولية حينها.
هذه العصابات ليست مبادرة فردية، بل مشروع منظم بتوجيه مباشر من جهاز الشاباك وبتوصية من الجيش الإسرائيلي، لتكون أداة إضافية في مخطط إضعاف المقاومة الفلسطينية وتمزيق النسيج المجتمعي في القطاع.
سوابق تاريخية: من لبنان إلى غزة
السيناريو ليس جديدًا على سجل "إسرائيل" الأسود، فقد كررت في الماضي ذات الأسلوب عبر تمويل وتسليح ميليشيات موالية لها في لبنان، التي ارتكبت مجازر بشعة أبرزها صبرا وشاتيلا.
واليوم، الضباط الإسرائيليون أنفسهم يعترفون بأن ما يحدث في غزة يذكّرهم بتلك الحقبة المظلمة، لكن هذه المرة يتم استنساخها في قلب القطاع الممزق تحت الحصار.
أهداف خفية: هندسة حرب أهلية
الهدف المعلن، وفق تصريحات مكتب مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، هو "هزيمة حماس بطرق مختلفة ومتنوعة".
لكن الهدف الأعمق يتمثل في إشعال حرب أهلية داخلية، تقضي على وحدة المجتمع الفلسطيني وتضعف المقاومة عبر تحويل غزة إلى ساحة اقتتال داخلي.
تُدرب العصابات علنًا أمام الجنود الإسرائيليين، وتُسمح لها بحرية الحركة والانتشار في مناطق مكتظة، خصوصًا في الجنوب حيث نُقل عشرات الآلاف من النازحين.
حتى أن الجيش بدأ بوضع علامات على مواقع انتشارهم في نظام القيادة العسكري كما لو كانوا جزءًا من وحداته.
انتهاكات بحق المدنيين والكوادر الطبية
تقارير حقوقية صادرة عن مركز غزة لحقوق الإنسان أكدت أن هذه المجموعات المسلحة اختطفت عاملين بوزارة الصحة واحتجزتهم لساعات في مناطق تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي.
وهذه الجريمة ليست استثناءً بل جزء من سلسلة اعتداءات ممنهجة تتمثل في:
تنفيذ عمليات خطف ومداهمات أمنية للأحياء والمنازل قبل اقتحامها من القوات الإسرائيلية.
السطو على شاحنات المساعدات الإنسانية.
تهديد العاملين الصحيين والاعتداء على الطواقم الطبية، في خرق واضح للقانون الدولي الذي يضمن حمايتهم.
وشدد المركز على أن "إسرائيل" تتحمل المسؤولية الكاملة عن جرائم هذه العصابات، كونها من خططت وسلّحت وأشرفت على أنشطتها.
دعوات للمحاسبة الدولية
منظمات حقوقية فلسطينية ودولية طالبت بفتح تحقيق دولي مستقل في تورط "إسرائيل" بتشكيل هذه العصابات وتسليحها، باعتبارها جريمة حرب مكتملة الأركان وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
كما دعت إلى حظر أي تمويل أو تسليح يصل لهذه العصابات عبر أي كيان أو دولة، ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين على الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في غزة.
الفجر | 05:04 |
الظهر | 12:33 |
العصر | 04:01 |
المغرب | 06:40 |
العشاء | 08:02 |