الأربعاء | 23/04/2025 - 10:39 صباحاً - بتوقيت القدس
جاهل من يعتقد بأن العمل الصحافي مجرد "بريستيج " لا يحتاج الى امتلاك المعرفة والدراية الكاملة والمتابعة الجلية لمجريات الأحداث والتطورات والتغيرات التي تحصل في المجالات كافة، سواء على الصعيد المحلي أو العالمي، لدرجة باتت فيه الصحافة " مهنة من لا مهنة له " دون أدنى امتلاك للثقافة العامة وفنون الكتابة الابداعية ومهارات وأخلاقيات العمل الصحافي والوعي بأهمية المادة الاعلامية المطروحة وطرق تحليلها واستقراؤها.
والغريب " في بلادنا " أن أي من السواد الأعظم قد يتحول إلى صحافياً متميزاً وبقدرة قادر"، وليس ضرورياً أن يمتلك فكراً أو رأياً أو حتى موقفاً لتدعيم رسالته الاعلامية وإحداث التغيير المطلوب، وانما يكفى أن يتحول ـ ذلك الدخيل ـ إلى بوق يردد ما يقوله الآخرين لتلميع صورته ورفع أسهمه وتذليل الصعاب أمامه في مواجهة مهامه المتعثرة مستقبلاً حتى وإن لم تكن لغة الضاد لديه على ما يرام.
وبحكم متابعاتي اليومية لصناع الصحافة في طولكرم ...أجزم بأن هنالك من يستحقون الاحترام والتقدير على جهودهم المبذولة للوصول للحقيقة والدفاع عنها وهم قلة لا يتجاوزون عدد أصابع اليد " الخمسه " وبعضهم لا يمتلك الشهادة الأكاديمية في الصحافة وأعتقد بأنه ـ لا ضير في ذلك ـ لكن الأهم هو تطوير الذات وإثراء المهارات والالتزام بأخلاقيات المهنة وقبول الآخر حتى ولو كان ذلك الشخص "فراشاً " ويمتلك رسالة، وعلى النقيض من ذلك هنالك من يحمل صفة " الإعلامي والصحافي " ويفتقر للإرادة والمواصفات الصحافية وهم كثر ايضاً.
ما أود الاشارة اليه هنا، أن لا أحد يستطيع أن ينكر أن واقع الصحافيين في مدينة طولكرم محزن ويعاني الترهل ويدعو إلى الإشفاق لأسباب وعوامل عدة يعرفها الصحافيون أنفسهم، لكن يبق السؤال ... لماذا هذا التراشق الاعلامي بحق بعضنا البعض ..؟؟ والى متى سنبقى نخوض معركة التلاسن ومقارعة هذا الصحافي أو ذاك بعيداً عن المنافسة الشريفة والتميز والابداع في الحقل المهني ودون أدني ممارسة لواجباتنا ومسؤولياتنا ..؟؟ ولماذا ندعي دائماً الكمال ولا نعطي الفرصة لكل جديد " إذا كان يستحق " لإثبات الذات على الساحة الإعلامية ..؟؟ وإن لم يستطع مواصلة مسيرته فمصيره الرحيل والنقد اللاذع.
لم أمسك القلم لكي أتحيز مع فلان وأدافع عن آخر، ولكن لأتحدث عن واقع مأساوي يعيشه الجسم الصحفي برمته، وأعبر عن حالة الاستياء والإحباط والمشهد الهزيل والمضحك الذي يعاني منه الصحافيون في " مدينة طولكرم " على الأقل، علنا نحاول النهوض بواقعنا الإعلامي وتطوير الكفاءات المهنية لدينا من أجل نشر رسالة المدينة المحاصرة بكل صدق وموضوعية.
في هذا المقام لست أدعي المعرفة الكاملة وامتلاكي للمواصفات المثالية للصحافي الجريء أو المتميز، وقد أكون صحافية " وليدة " في مجال العمل الصحافي اذا ما قورنت بغيري، لكن يحذوني الأمل بأن يترفع الصحافيين كافة عن صغائر الأمور والمهاترات، وينظرون الى حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وعدم اتباع سياسة " هز الرأس، والابتسامة الصفراء، والتصفيق، والتمجيق " في اجتماعاتهم كافة، وكأنهم يعلمون وهم لا يعلمون شيئاً موافقين وهم غير موافقين، لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح وتبق الساحة الإعلامية للأقوى والأفضل.
[email protected]
الفجر | 04:34 |
الظهر | 12:38 |
العصر | 04:17 |
المغرب | 07:14 |
العشاء | 08:42 |