الأخبار :
خبر عاجل
للأخبار العاجلة لحظة بلحظة عبر قناتنا على تلجرام : Salamtv1
الصورة الفلسطينية لا زالت تحكي للعالم الأصم حكايتها
الأحد | 25/11/2012 - 09:31 صباحاً
الصورة الفلسطينية لا زالت تحكي للعالم الأصم حكايتها

تلفزيون السلام ـ فلسطين ـ الكاتب د. أحمد رفيق عوض ـ مئة عام تزيد أو تنقص وسفك الدم الفلسطيني ماض،تحت اسماء و ذرائع و حجج مختلفة، و لم تزل الصور الفلسطينية تغطي العالم كله، في الصحف و المجلات و الشاشات و مواقع الانترنيت،جثث مغطاة أو معراة، كاملة أو ناقصة على قارعة الطريق أو تحت الأنقاض، و في داخل فلسطين و خارجها، بسلاح الخصم و غير الخصم او ما بينهما.

 

و يستهدف الفلسطيني لأنه يحب بلده، و لأنه خارج بلده، و لأنه يريد دولة، و لأنه بلا دولة، و لأنه مع "النظام" و لأنه "ضد النظام"، و لأنه ضعيف و لأنه قوي، و لأنه غير متدين ولأنه متدين. و لأنه فقير، و لأنه في بيته ولأنه خارج بيته.

 

يطارد الفلسطيني في كل مكان حتى في غرفة نومه، و يلاحق الفلسطيني و يفتش حتى غشاء قلبه، و يتوجس من الفلسطيني حتى لو كان أكثر براءة من الطير، و يعرف الفلسطيني من نظرة عينه، فيقاتل من أجل أن يفقدها حتى لا يرى و لا يعرف و لا يقرر،وحتى يتحول الى كم مهمل غير معرف وغير مزعج.

 

و لأن الصور الفلسطينية تغطي العالم كله، فإن العار يلحق بمعظم هذا العالم،عار يشمل كل بوصة منه، لأن معظم هذا العالم تخلى عن الحق و العدل و الخير، و لأنه لا يرى و لا يشم رائحة الظلم و العدوان، و لأنه يقبل ان يتخلى عن كل الشرائع من أجل المصالح، و أن يدوس على كل القيم بسبب الخوف.

 

صور الشهداء الفلسطينيين كشفت العالم الحر و العالم الأقل حرية و العالم المنعدم الحرية، كشفت هذه الصور خواء المنظومة الاخلاقية و نفاقها و تهافتها، وكشفت الثقافة الليبرالية و النظام السياسي الديموقراطي و كل اقانيم التمدن البشري.

 

يريد منا هذا العالم ان نتحول الى جثة لملء نشرات الأخبار و للبكاء المفيد لصحة العينين، و لتبقى هذه الجثة سبباً وجيهاً للفوز بالانتخابات و ذريعة للتنصل من العمل الجاد و حجة دامغة لاتخاذ المواقف اللامبررة و اللامفهومة.

 

الصور الفلسطينية لم تعد تزعج و لم تعد تثير و لم تعد تستنكر، بل صارت سبباً للتندر و التفكه و للاعتبار الديني و التاريخي، و محرضة للقصائد الغامضة الحداثية و الكلاسيكية و ما بينهما.

 

يريد منا العالم ان نظل جثة أو نتحول الى جثة لأن هذا أفضل للعالم، لأن جثة الفلسطيني تمنع و تحمي جثث الآخرين من السقوط، و رغم أن ذلك غير صحيح و لا دقيق، لأن لا أحد فوق السقوط و فوق الانهيار،الا ان الفلسطيني- لضعفه و وحدته و عزلته- يصبح أكثر الأطراف اغراء و اغواء لتقديم القرابين في المنطقة كلها. ولهذا فنحن نستهدف بيد الخصم و بيد الصديق و ما يقع بينهما من "اعدقاء".

 

و يريدون منا ان نتعود فكرة وجود الجثة في الشارع و البيت و الحقل و تحت الأنقاض، يريدون منا أن نعتاد فكرة المجزرة و "شلال الدم" ثم لا يمنحونا وسام البطولة بل يلحقون بنا تهمة الخطأ و التهور و المغامرة و خدمة الأجندات، انهم يدفعوننا الى الموت ثم يبخلون علينا بوسام الشرف أو الشجاعة،بل يخلعون علينا تهمة نكران الجميل.

 

و هناك أطراف قريبة و اخرى بعيدة تريد منا أن نكون كبش فداء على مذبح أفكارها او ارائها، ليس لشيء الا من أجل أن تكون تلك الآراء صائبة و دقيقة ،و آخرون يريدون لنا ذلك لأننا قريبون جداً، و آخرون يريدون ذلك لأنهم قدموا لنا مساعدات، واخرون يطلبون ذلك ايضا لانهم يرغبون من قلوبهم ان نختفي من الصورة لاننا نحرجهم بوجودنا، و آخرون قريبون و بعيدون يكرهوننا لأنهم متخاذلون، يبيعون كرامتهم و مواقفهم لكل مشترٍ متجول أو مقيم، واخرون بلغوا من الضعف و الوهن درجة انهم يطلبون منا ان نرمي انفسنا الى البحر طوعا لا كرها، و آخرون يعتقدون ان علينا ان نموت بعيداً عنهم حتى لا تزعجهم مناظر وروائح صورنا الممددة في شوارع الوطن كله منذ مئة عام تزيد او تنقص. آخرون مهزومون الى النخاع يعتقدون ان بكاءنا، مجرد بكائنا، يزعج خصومنا،فيطلبون منا ان لا نبكي.الى هنا وصلنا!!

 

القضية الفلسطينية و ما انتجت و ما تفرع منها و ما خلقت و خلفت، لم تستطع بعد ان تنشئ تياراً أو حلفاً أو كتلة صادقة و مؤمنة و واثقة تستطيع ان تغير الواقع أو تعيد إليه توازنه، أما تلك المحاولات التي فشلت و تلك التي تساقطت او انحرفت و تلك التي استسلمت و تلك التي هادنت و تواطأت،فقد ذراها الريح و أصبحت حروفاً سوداء في التاريخ. وحدها الصورة الفلسطينية الملقاة على قارعة الطريق، ما تزال تحكي للعالم الأصم حكايتها.





التعليـــقات

اعلان خارجي
 
طقس فلسطين

أوقات الصلاة
الفجر 04:39
الظهر 12:39
العصر 04:17
المغرب 07:11
العشاء 08:38
استفتاء السلام
هل تتوقع وصول العالم للقاح فعال ضد فيروس كورونا؟
0
0

ينتهي التصويت بتاريخ 22/04/2020

دراسة حديثة: النساء يمتلكن ذاكرة أقوى من الرجال.. والسبب "غر ...
تلفزيون السلام - فلسطين - كشفت دراسة علمية بريطانية حديثة، أن النساء يمتلكن ذاكرة أقوى من الرجال، ...
سبعة اسباب مذهلة تجعلك تشرب القهوة يوميا
تلفزيون السلام - فلسطين :تعد القهوة المشروب الرئيسي عن الكثيرين، فشرب فنجان قهوة في الصباح، خاصة في ...
دراسة: القهوة تقي من مشاكل الكبد مع التقدم في العمر
تلفزيون السلام - فلسطين :  خلصت دراسة إلى أن شرب القهوة يقي من مشاكل الكبد في المراحل ...
كيف تحضر جسمك لصيام سهل؟
تلفزيون السلام - فلسطين :  تفصلنا أيام قليلة على شهر رمضان، فترة يفضل أن يتم استغلالها لتهيئ ...
الغذاء السليم والرياضة وجهان لعملة واحدة مع المدرب الرياضي و ...
تلفزيون السلام - فلسطين :  كثيرٌ ما يدور في جَعبَتنا ويلمع في أذهاننا موضوع الحفاظ على الرشاقة ...