السبت | 20/04/2024 - 09:05 صباحاً - بتوقيت القدس
تلفزيون السلام ـ فلسطين ـ الكاتب نهيل أبو غيث ـ كان يمر عليه بشكل يومي بعد انتهاء اليوم الدراسي، يشتري منه ربطة خبز وبعضا من احتياجات البيت، يجلس وصاحب البقالة الذي تجاوز الستين من عمره يتحدث كل منهما بشأنه، فالمعلم يخوض العديد من القصص في يومه مع طلابه ويخبرها للعم وهو الذي كان شاهدا على الكثير من الوقائع ويعرف الأكثر عن الأجيال.
لم تنشأ هذه العلاقة حديثا، لها سنوات من العمر منذ أن كان أعزبا، يرى فيه والده الذي وارى الثرى، ويرى فيه ابنه الذي هاجر خارج البلاد وتركه وحيدا.
اثنان يسعدان ببعضهما البعض أحاديثهما تبدأ ولا تنتهي، إلا أن جاءت الغيمة السوداء وأمطرت بعض البؤس وفقرا من السماء، اعتذر منه وهو مطرق النظر في الأرض وقال: عماه لا أملك الكثير من المال فأنت كما تعلم لا صرف للرواتب إلى الآن.
ابتسم له وقال: أنت ابني وصديقي، البقالة وما فيها ملك لك، ازداد المعلم خجلا وغير مجرى الحديث.
في اليوم التالي تأخر المعلم فقلق عليه العم إلا أن جاءه ابن المعلم وقال:
أبي يقرئك السلام ويقول لك: لقد تأخر في المدرسة اليوم لذا لم يستطع أن يمر بك فأرجو أن تعطيني ربطة خبز وأن تضيفها في دفتر الديون.
ومع تكرار الأمر أدرك العم حينها الخجل الذي اعترى المعلم بسبب عدم مقدرته على تسديد ديونه، وإن كان العم لا يأبه بها فكل ما يريده رؤية مؤنسه وصديقه.
كانت تلك الشاهدة ربطة الخبز هي الرابط الذي ما زال يجمعهما، فكلما ذهب ابن المعلم لإحضارها سأله العم عن حال المعلم وعند عودته سأله المعلم عن حال العم.
وإلى الآن ما زال المعلم يتوارى عن لقاء العم وما زال العم يشتاق لإبنه المعلم، وكلاهما يدعوان الله: يارب عجل صرف الرواتب قبل أن يلقى أحدنا حتفه دون رؤية الآخر.
ملاحظة: القصة ليست حقيقية ولكنها من صلب الواقع.
الفجر | 04:38 |
الظهر | 12:38 |
العصر | 04:17 |
المغرب | 07:12 |
العشاء | 08:39 |