تلفزيون السلام - ناشد وزير الصحة د.فتحي ابو مغلي في كلمته اليوم العالمين العربي والاسلامي واحرار العالم بمساعدة الشعب الفلسطيني في تحقيق حقه المشروع باقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وانهاء الاحتلال ورفع الظلم والهيمنة عن الشعب الفلسطيني وانهاء الاحتلال الاطول في التاريخ الذي تسبب باستشهاد وجرح واعاقة الالاف من ابناء الشعب الفلسطيني ولا سيما استهداف المنظومة الصحية.

وطلب د.ابو مغلي في كلمته من الحضور كل في موقعه حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية على ضوء ضرب اسرائيل عرض الحائط بكل الجهود المبذولة لدفع عملية السلام واثر الاجراءات الاسرائيلية الاخيرة على صحة المواطن الفلسطيني من ناحية اعاقة وصول الطواقم الصحية سيما جدار الضم والتوسع والحصار الجائر على قطاع غزة والمدن الفلسطينية وهذا جزء من كلمة وزير الصحة :

"معالي رئيس الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس وزراء الصحة العرب،
اصحاب المعالي الوزراء،
الاخوات والاخوة مع حفظ الالقاب،
السلام عليكم ورحمة الله،

لا يمكن أن أبدأ حديثي في هذا اللقاء الهام قبل أن أضع معاليكم في صورة المشهد المأساوي الذي تعيشه مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة، في القدس الشريف وفي غزة والضفة الغربية، حيث أنه وفي كل يوم ، هناك إجتياح من قبل قوات الإحتلال الاسرائيلي في منطقة من مناطق ارضنا المحتلة، او هناك عملية اغتيال او اسر لمواطن فلسطيني.
هذا في وقت تتصاعد فيه وتيرة إرهاب المستوطنين في نابلس والخليل والقدس، وهذا جزءٌ من المشهد الذي يخيم علينا، فالحصار الجائر الاانساني وغير المسبوق على قطاع غزة، وما يولده من آثار مأساوية على الوضع المعيشي وصل إلى حالة كارثية.
ان ما يجري من حصار ظالم على قطاع غزة يمثل كارثة إنسانية، والأمر يزداد تفاقماً بفعل حالة اللامبالاة الدولية إزاء ذلك، وبفعل الوضع الشاذ القائم حاليا" في القطاع وحالة الانقسام التي يجب ان تنتهي.

ان السلطة الوطنية الفلسطينية وبدعم كريم من دولكم تعمل وبكل جهد للوفاء بإحتياجات أبناء شعبنا في قطاع غزة. ابتداء بدفع رواتب كافة العاملين في القطاع الصحي الحكومي. كما تقوم وزارة الصحة بواجبها في توريد كل ما تحتاجه المرافق الصحية في قطاع غزة من أدوية وقطع غيار ومستهلكات، كما تقوم بتوفير التمويل اللازم للعديد من المشاريع الصحية الحيوية، إضافة لتغطية تحويلات المرضى الذين يحتاجون الى علاج خارج قطاع غزة ، وكما اعلنا مرارا" وكما هو مثبت بالوثائق فان 58 % من ميزانية السلطة ينفق لتخفيف معاناة شعبنا في قطاع غزة.
ولكن وزارة الصحة تجد نفسها احيانا" عاجزة عن تقييم الاحتياجات بشكل حقيقي وذلك بسبب الاجراءات الاسرائيلية المرافقة للحصار وبسبب حالة الانقسام والوضع القائم في القطاع وبسبب وصول مساعدات اغاثية غير منسقة معنا ولا تلبي في كثير من الاحيان او تعبر عن الاحتياجات الحقيقية للقطاع الصحي واولوياته.

اصحاب المعالي،
إن المعاناة الانسانية التي يعيشها أبناء شعبنا في قطاع غزة بفعل الحصار الإسرائيلي ومع يعانيه اهل بيت المقدس وسائر المناطق المحتلة من ارهاب المستوطنين وارهاب دولة الاحتلال، تتطلب من كافة الدول العربية والاسلامية ودول العالم و المنظمات الإنسانية الدولية التدخل الفعال لرفع الحصار عن غزة ودعم صمود اهلنا في القدس وسائر اراضي الضفة المحتلة.

اصحاب المعالي،
تعلمون جميعا" ما قامت به سلطات الاحتلال الاسرائيلي مؤخرا" من اجراءات لسرقة تاريخنا وتراثنا ومقدساتنا باعلان اسوار القدس والحرم الايراهيمي الشريف في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم تراثا" يهوديا" وسمعتم بالتأكيد ما تنوي القيام به عصابات غلاة المستوطنين اليهود يوم السادس عشر من هذا الشهر، من محاولة لوضع ما يسمى بحجر الهيكل داخل الحرم القدسي الشريف وما قد يسببه هذا العدوان الجديد والتدنيس لاولى القبلتين وثالث الحرمين من تصعيد للاجراءات القمعية الاسرائيلية ضد مقاومة شعبنا ومن مذابح جديدة ضد ابنائنا الذين سيقاموا ونحن معهم كل اجراءات الاحتلال.

اننا كفلسطينيين، مؤسسات رسمية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكسلطة الوطنية وكمؤسسات المجتمع المدني ، نؤكد ان همنا الاساس هو انهاء الحصار الجائر عن غزة واعادة اللحمة لشعبنا وانهاء الاحتلال عن باقي الارض الفلسطينية وتحرير القدس والمقدسات فيها، ونؤكد لكم صادقين لا مجاملين ان شعبنا يثمن دعمكم المادي والمعنوي ويعتبره اهم عناصر صموده وثباته على ارضه، بل يعول دائما على هذا الدعم ونعتبرة الدعم الاهم والاكثر تأثيرا" على حياة شعبنا ومساهما" في تخفيف معاناته ونامل ان يتواصل هذا الدعم وان يتم تنسيقة مع مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية ، القادرة على تقييم الحاجات وترتيب الاولويات وضمان الشفافية والعدالة في ايصال كل الدعم والمساعدات الى مستحقيها وتوظيفها في الجهد المبذول في التنمية وبناء مؤسسات الدولة.

اصحاب المعالي،
لقد آن الآوان لشعبنا أن ينعم بالحرية والاستقلال، وأن يتمكن من تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967... دولة قادرة على تلبية إحتياجات مواطنيها، ورعاية مصالحهم والعمل من أجل تحقيق الرفاهية والحياة الكريمة لهم. وإننا على ثقة بأن بانكم من يعمل على تطبيق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".