الأخبار :
خبر عاجل
للأخبار العاجلة لحظة بلحظة عبر قناتنا على تلجرام : Salamtv1
تلاميذ طولكرم .. إقبال متزايد على الدروس الخصوصية
الإثنين | 04/10/2010 - 04:56 مساءاً
تلاميذ طولكرم .. إقبال متزايد على الدروس الخصوصية

تلفزيون السلام -  وفا- هدى حبايب - تسرع التلميذة رهف ابنة الصف الثامن إلى أحد المراكز الثقافية حال انتهاء دوامها المدرسي، من أجل الالتحاق بحصتي الانجليزي والرياضيات، منذ بدء العام الدراسي الحالي.


لا يسعفها الوقت للعودة إلى منزلها لتناول الغذاء، أو لتغيير ملابسها المدرسية أو حتى لتحضير مواد دراسية لليوم التالي، لأن دوام المركز يبدأ مع انتهاء الدوام المدرسي مباشرة.


وحال رهف هو حال المئات من تلاميذ المدارس من مختلف المراحل الدراسية، الملتحقين بالمراكز الثقافية سواء في طولكرم أو باقي محافظات الوطن، من أجل تلقي دروس خصوصية في عدد من المناهج الدراسية خاصة العلمية منها.


 


وتشهد هذه المراكز وخلال فترة الظهيرة، إقبالاً ملحوظاً من قبل تلاميذ المدارس من مختلف الفئات لم تشهده من قبل، ولا يقتصر الأمر على هذه المراكز، بل أن عدداً آخر يتلقى درسه الخصوصي عند أحد المعلمين سواء في منزله أو منزل ذاك المعلم.


 


وأصبحت هذه الدروس خاصة في هذه الأيام ظاهرة متفشية لدى نسبة كبيرة من التلاميذ، بدءاً بالمرحلة الأساسية الدنيا وحتى الثانوية العامة، بعد أن كانت في الماضي مقتصرة على التلاميذ المتفوقين ومن مرحلة الثانوية العامة فقط، ونسبة قليلة من التلاميذ ضعيفي التحصيل الأكاديمي.


 


الدروس الخصوصية ضرورية، ولكن..


 


والدة رهف رأت أن الدروس الخصوصية 'ضرورية في هذا الوقت، بسبب صعوبة المناهج الدراسية واختلافها عن المناهج القديمة'، ما يجعلها تشعر بـ'الحرج' لعدم قدرتها على شرح المادة لأبنتها التي تتوجه إليها لفهم ما يصعب عليها فهمه.


 


وأشارت إلى أنه منذ ثلاث سنوات ومع بداية كل عام دراسي تبادر إلى تسجيل ابنتها وشقيقها الذي يدرس في الصف السابع في أحد المراكز الدراسية في تلك المادتين الأساسيتين، بهدف تقويتهما ورفع  تحصيلهما العلمي، رغم ما تكلفه هذه الدروس من أعباء مادية تثقل كاهل الأسرة.


واعتبرت أن شرح المعلم لا يكفي ولا يفي بالغرض المطلوب، وأن هناك ضرورة لهذه الدروس، إلا أنها رأت في نفس الوقت تحميل المعلم مسؤولية التجاء التلاميذ للدرس الخصوصي، 'لوجود خلل ما'.


 


ولم يجد المواطن عثمان الهمشري والد لطالبتين في المرحلتين الأساسية الدنيا والعليا، مفراً من البحث بشكل جدي عن أفضل المراكز والمعلمين لإلحاق ابنتيه بها، بعد أن استنتج على حد قوله أن هناك حاجة ماسة للدروس الخصوصية، في ظل الاكتظاظ الشديد للتلاميذ في الصفوف، ما يجعل الاستيعاب عند الكثيرين بطيئاً، لعدم القدرة على الفهم.


 


وأشار إلى أن 'همّ عدد من  المعلمين هو إنهاء الدرس بأي شكل، ومن لا يفهم يعود إليه بعد انتهاء الدوام المدرسي في درس خصوصي بطله نفس المعلم'، واصفاً ذلك بـ'العمل الخطير الذي يجب التنبه له'.   


 


ويرى الهمشري أن هناك 'خلل في العملية التعليمية سببه المعلم، لأن التدريس لا يجري هذه الأيام بالصورة الصحيحة'، معتبراً أن المعلم يجب أن يكون معطاءً وصبوراً ومتفهماً لاحتياجات الطالب، خاصة وأن المنهاج الفلسطيني يمتاز بـ'الصعوبة وبحاجة إلى شرح مفصل بطريقة سلسة يفهمها الطالب، ومليء بالمعلومات التي تحتاج إلى فهم وتركيز وحفظ'، ولافتاً إلى أن ما هو مطلوب في الصف الرابع كان في الماضي يأخذه تلاميذ الصفوف العليا.


 


وأعرب عن استغرابه من الحال الذي وصل إليه التلاميذ خاصة في الصفوف الأساسية الدنيا، بحيث يصل الطالب إلى صفوف متقدمة لا يعرف القراءة، متسائلاً أنه من 'غير المعقول أن أرسل ابنتي في الصف الرابع إلى دروس خصوصية وهي في هذه المرحلة، فأين عطاء المعلم، أم أنه أصبح مجرد كلمة لا معنى لها رغم ما تحمله من معاني معبرة عن التضحية والعطاء'.


 


المسؤولية تقع على عاتق الجميع


 


هذا ما أكده الأستاذ عدنان دروبي مدرس مادة المحاسبة للفرع التجاري، الذي أوضح أن هناك عدة أسباب جعلت من الدروس الخصوصية ملاذاً للطالب، منها: قلة المدارس مع الازدياد المضطرد في أعداد التلاميذ كل عام، ما جعلها أصبحت لا تفي بالتعليم نظراً للاكتظاظ الشديد في الصفوف، وتفاوت قدرات التلاميذ ومستوياتهم وما يصاحبه من تقصير المعلم الذي يصعب عليه إيصال المعلومة لـ45 طالبا في الصف خلال 40 دقيقة.


 


وحمل الأهل مسؤولية عدم متابعتهم لأبنائهم التلاميذ، بسبب 'انشغالهم بهموم الحياة ومتطلباتها والوضع الاقتصادي، وممارسات الاحتلال التي جميعها أدت إلى عزوف الأهل عن متابعة التلاميذ، ووضعهم تحت رحمة الدروس الخصوصية أيضاً دون متابعة مهما كانت النتائج'.


 


ولفت إلى أن وزارة التربية والتعليم وضعت مناهج 'كبيرة وطويلة لم تراع جانب التوقيت، بحيث يستحيل إنهاؤها بالصورة الملائمة في حصص الدوام الرسمي، مما يضطر المدرس إلى الإسراع في إنهاء تلك المناهج على حساب فهم الطالب ومدى استيعابه، الأمر الذي يستوجب ظاهرة الدروس الخصوصية.


 


وأكد دروبي على أن المشكلة يتحملها الجميع من الطالب والمعلم والأهل والتربية والتعليم، 'ما يستدعي وقفة جدية وخطة واضحة تتضمن إعطاء المعلم حقه ليتمكن من إعطاء الطالب حقه'.


طالب التوجيهي وحاجته للتأسيس


 


الأستاذ المتقاعد عمر صريدي أمضى مدة 38 عاماً في سلك التعليم، ويعمل حالياً مدرس للغة الإنجليزية لتلاميذ الثانوية العامة في أحد المراكز الثقافية بطولكرم، يرى أن الطالب خاصة في مرحلة التوجيهي يلتحق بالدروس الخصوصية من أجل 'الإستفادة كونه دخل مرحلة الخطر، ولكن للأسف نتفاجأ بأن عددا منهم بحاجة لتأسيس من البداية وعنده نقص في المعلومات، كون المعلم لا يقدم المادة جيداً'، مؤكداً أن تركيز المعلومات في ذهن الطالب خلال المرحلة الثانوية تبدأ من الصف العاشر وحتى الثاني عشر كونها مترابطة مع بعضها البعض.


 


وأشار إلى أنه يضطر إلى إعطاء طالب أو طالبين على الأقل فقط حصصا دراسية، من أجل 'إعادة تأسيسهم من البداية، ليتمكنوا من الالتحاق بزملائهم الآخرين'.


 


الدروس الخصوصية ضرورية أم مضيعة للوقت؟


 


وأوضح الأستاذ المتقاعد محمد كامل الصباريني وهو صاحب مركز ثقافي لتعليم تلاميذ الثانوية العامة بطولكرم، أن الطالب الذي يلتحق بالدروس الخصوصية من أجل فهم المادة ورفع مستواه العلمي، سيلاحظ ذلك في محصلته النهائية حيث سيحصل على ارتفاع في معدله نهاية العام، معرباً عن أسفه من وجود تلاميذ يلتحقون بالمراكز للتنزه وأغراض خاصة وليس من أجل الدراسة تكون نتيجتهم أسوء.


 


وأضاف: الدرس الخصوصي يأخذ من وقت الطالب، ولكن إن كان الطالب معني وجدي في أخذ الدرس لا يؤثر على تحصيله، وإن غير ذلك يكون مضيعة للوقت وتدني في تحصيله، وإهدار للمال الذي يدفعه ولي الأمر من أجله.


 


وشدد على أهمية متابعة أولياء الأمور لأولادهم في تحصيلهم العلمي وعلاماتهم في المدرسة أو لدى المركز الملتحقين به، من أجل 'تحقيق هدف الدروس الخصوصية وجني ثمارها بنتائج جيدة'.


 


هل أصبح دور المعلم ثانوياً وغير قادر على نقل المعلومة بشكل صحيح؟


 


لفت الصباريني إلى أن الدرس الخصوصي له تأثير على دور المعلم في المدرسة، حيث أن بعض المعلمين يعتبر أن الطالب وخلال العطلة الصيفية قد أنهى المنهاج في المعاهد والمراكز الثقافية أو لدى معلمي الدروس الخصوصية، عندها يصبح دوره أقل فاعلية ولا يعير اهتماماً كاملاً للتلاميذ، ما ينعكس ذلك على الطالب في تلقيه دروسه في المدرسة.


 


وأشار إلى ضرورة الاهتمام بالمعلمين الجدد من خلال تدريبهم وإكسابهم الخبرات، خاصة المتخصصين في مرحلة الثانوية العامة، وإلا فإن الخطر سيهدد مصير ومستقبل طالب هذه المرحلة الهامة، وعلى الخريج حديثاً فيما إذا التحق بسلك التدريس، متابعة الدورات التدريبية، واستقبال ملاحظات المشرف التربوي، وتعليمات مدير المدرسة وزملائه المعلمين حتى يستطيع أن يقوم بالمهمة الملقاة على عاتقه في تأسيس الطالب في أي مرحلة من المراحل الدراسية.


 


وقال إن 'التعليم أمانة، ولكن حسب شهادات بعض التلاميذ، هناك معلمين لا يمكنهم متابعة أي قضية داخل الصف إذا كان عدد الطلاب كبير، والبعض الآخر لا يعطي ولا يقبل إعادة الدرس مرة أخرى ليضطر الطالب في النهاية إلى الاستعانة بمدرس خصوصي، وبعض المعلمين وقبل الامتحانات الفصلية يوجهون طلابهم إلى بعض المراكز من أجل التركيز على المادة، لكن تكون المفاجأة في يوم الامتحان بأن الأسئلة التي شرحها المعلم في المركز هي نفسها أسئلة الامتحان، وهذا أمر خطير وأسوء عمل ويعتبر خيانة'.


 


وأكد على أهمية المعلم المتقاعد في إعطاء الدروس الخصوصية نظراً لخبرته الطويلة، مشدداً على أن المعلم الذي يعلم طلابه في المدارس الحكومية عليه أن لا يعطيهم دروساً خصوصية، 'لأنه في هذه الحالة يشكك في عطائه وشخصيته لدى الطالب، حيث أن المعلم يجب أن يكون معطاءً في داخل الصف ولا يجب أن يكون هناك ضرورة للطالب للخروج وأخذ حصة خاصة من قبل معلمه'.


 


ووجه انتقاده للمعلمين الذين يعطون الدروس الخصوصية في المنازل، معتبراً هذا العمل 'خطير ويؤثر على سمعتهم التعليمية وسمعة التربية والتعليم'، مشيراً إلى أن هناك من يعتبرون هذا الأمر 'تجاري'، داعياً المعلمين إلى الامتناع بتاتاً عن التوجه للبيوت مهما كانت الظروف.


 


وأوضح أن باستطاعة أي مدرسة تخصيص دروس خصوصية يعطيها المعلم ويخصص له أجر رمزي، عندها سيحتفظ المعلم بشرفه وكرامته واحترامه.     


 


خطط علاجية للمشكلة


 


مدير التربية والتعليم بطولكرم محمد القبج، شدد على ضرورة أن يأخذ الطالب حقه في التعليم داخل المدرسة، وعدم الإيحاء له من قبل المعلم بضرورة أخذ درس خصوصي، مشيراً إلى أن المديرية تتابع أي شكاوي تتعلق بهذا الموضوع.


 


وأوضح أن المديرية باشرت بتنفيذ خطط علاجية داخل المدارس لتلاميذ الصفوف الأساسية من الصف الأول وحتى الرابع، من خلال فتح غرف التربية الخاصة والتعليم المدمج وتعيين معلمين متخصصين بتقوية هذه الفئة، وسعيا بأن 'لا يخرج الطالب من الصف الرابع إلا ويعرف القراءة والكتابة'.


 


ونوه إلى أنه طرأ هذا العام تعديل على المناهج الدراسية بشكل ملائم لكل مرحلة دراسية، وما زال التعديل قائماً على بعض الكتب، 'الذي من شأنه حل جزء كبير من المشكلة'، كما أن نسبة كبيرة من المعلمين الجدد تم تأهيلهم بدورات تهيئة ومتابعة من قبل مشرفين تربويين.


 


وأكد على أن مشكلة الاكتظاظ في الصفوف الدراسية تعاني منها مدارس المدينة، نظراً للحاجة الماسة لمدارس جديدة، لافتا الانتباه إلى أن الحل يقع على عاتق المجتمع المحلي في توفير قطع أراضي داخل المدينة، من أجل بناء مدارس جديدة تخدم قطاع التلاميذ الذي يشكل نسبة كبيرة من المجتمع.


وأكد على وجود 'مغالاة' فيما يتعلق بالدروس الخصوصية، وألقى بالمسؤولية على الأهل 'الذين يجب عليهم متابعة وضع ابنهم التعليمي في المدرسة، كما أن الطالب الذي يتابع معلمه بتركيز في الصف ويتابع دروسه في البيت، فإن ذلك من شأنه أن يلغي حاجته للدروس الخصوصية'.





التعليـــقات

اعلان خارجي
 
طقس فلسطين

أوقات الصلاة
الفجر 04:26
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:19
العشاء 08:48
استفتاء السلام
هل تتوقع وصول العالم للقاح فعال ضد فيروس كورونا؟
0
0

ينتهي التصويت بتاريخ 22/04/2020

دراسة حديثة: النساء يمتلكن ذاكرة أقوى من الرجال.. والسبب "غر ...
تلفزيون السلام - فلسطين - كشفت دراسة علمية بريطانية حديثة، أن النساء يمتلكن ذاكرة أقوى من الرجال، ...
سبعة اسباب مذهلة تجعلك تشرب القهوة يوميا
تلفزيون السلام - فلسطين :تعد القهوة المشروب الرئيسي عن الكثيرين، فشرب فنجان قهوة في الصباح، خاصة في ...
دراسة: القهوة تقي من مشاكل الكبد مع التقدم في العمر
تلفزيون السلام - فلسطين :  خلصت دراسة إلى أن شرب القهوة يقي من مشاكل الكبد في المراحل ...
كيف تحضر جسمك لصيام سهل؟
تلفزيون السلام - فلسطين :  تفصلنا أيام قليلة على شهر رمضان، فترة يفضل أن يتم استغلالها لتهيئ ...
الغذاء السليم والرياضة وجهان لعملة واحدة مع المدرب الرياضي و ...
تلفزيون السلام - فلسطين :  كثيرٌ ما يدور في جَعبَتنا ويلمع في أذهاننا موضوع الحفاظ على الرشاقة ...