الأخبار :
خبر عاجل
للأخبار العاجلة لحظة بلحظة عبر قناتنا على تلجرام : Salamtv1
الحياة هدف والموت حق : بقلم ياسر فقهاء
الثلاثاء | 01/10/2013 - 10:54 صباحاً
الحياة هدف والموت حق : بقلم ياسر فقهاء

هي معادلة متزنة ومتكافئة ومتكاملة, عندما نعمل من أجل الحياة لا بد أن نتطرق إلى الموت وهو الشق الثاني من المعادلة الكونية والإبداعية المتساوية والمتناسقة ولعل الإنسان لا يدرك اتزان هذه المعادلة, يمر عليها مرورا لا تمعنا ولا تفقها كمروره على نفسه وقضاياه العابرة عبور غير المشتاق إلى حبه وعشقه ودنياه يا عشاق الخير والجمال والحرية والإنسانية وكل أنواع العشق الإلهي بمختلف جوانبه وطوائفه وأديانه, الصادق قبل الأقل صدقا والواضح في حبه قبل المنافق دعوني أشرح بادئا بالشق الأخير من المعادلة الفلسفية التكوينية والتاريخية العلمية والحضارية دعوني أشرح فلسفة الموت وفلسفة الحياة ....

هل الموت حقا ؟ وكيف يكون حقا ؟ الكل يعرف أن الموت حق وهو ملاقينا ولكننا جميعا نكره هذه الحقيقة لأننا لا نفهم فلسفتها ولا نفهم إجابة التساؤل الكبير عليها وهو هل الموت حق علينا أم حق لنا ؟ .. انه سؤال في غاية العمق والفلسفة والجواب إليه بحاجة إلى أعمق من ذلك ... أيها الإنسان حرا أو عبدا ضعيفا أو قويا ظالما أم مظلوما حاكما أو محكوما غائبا أو مُغيبا ... إذا اعتبرنا أن الموت حقا علينا فهي الخطيئة والتردي والخيانة ومزيدا من العبودية لأننا حتما سنكره الموت بل نتهرب من هذه الحقيقة والتي تؤرق وتؤلم البشرية جمعاء بكل أطيافها ومعتقداتها وانتماءها وقواها وهي تعبير عن كرههم لهذه المعادلة والفلسفة لينعكس هذا المفهوم على سلوكهم الحياتي وثقافتهم الزائفة والمتردية ليتسارعوا ويأخذوا كل ما وصلت إليه أيديهم وغرائزهم الشريرة والعدائية متغنين بكل أنواع الحب مجسدين للكراهية كراهيتهم للموت يتغنون بالألم والوجع والحزن كحزنهم لموتهم ومن هنا دخل الشيطان إلى النفوس مخوفهم من الموت ويُجمل لهم كل قبح وعمل قبيح ماهلا إياهم إلى يوم لا يعرفونه وكأنهم خالدين مخلدين في هذه الأرض هاربين من أنفسهم وحتى من أحبابهم كما يهربون من خالقهم ومكونهم وصانع سنن تكوينهم وواضع فلسفة حياتهم وفلسفة مماتهم ... أما إذا فهمنا أن الموت حق لنا فتنعكس المعادلة إلى مفهومها الصحيح والتكويني الأكثر صحة وهي أن الموت قمة الحرية وعيد الأحرار والأعياد لا تأتي إلا بعد الأثقال وعندها نبدأ بمفهوم فلسفة الحياة الصحيحة والعمل الصالح والطريق الأكثر استقامة والسلوك المهذب ومن هنا يقل الظلم إذا لم يتلاشى, وتقل التفرقات العنصرية ويندحر الشيطان عندما يعتقد الإنسان أن الموت حق للإنسان لا يخاف منه بل ينتظر عيده وعيد ميلاده الجديد لينال خيرا وحياة أفضل, كمن يؤدي امتحانه أو يصوم شهره وينتظر عيده بفارغ الصبر, ولولا حبه

للعيد وفرحة العيد لما كان لشهر الصيام تلك البهجة والاجتهاد بالدراسة عزما وعزيمة لينتظر نتيجة الامتحان ويأخذ جائزته هذه هي بهجة الموت وهو عيد الإنسان ولقاء الحياة الأخرى الخالية من الآلام والأحزان والحقد والكراهية وقبول الآخر ويظهر الحق بعظمته والعدل بعدله ويزول الباطل بشياطينه ... ومن هذا التعريف أخوتي وأحبتي وسيداتي وسادتي نستطيع أن نبني مفهوما لهدف وفلسفة الحياة الجميلة والراقية الممتدة والمتمدنة, المتقدمة والمتحركة النامية وليست الساكنة وحياة ملؤها العمل والحب والإخلاص والصدق بعيدين عن كل أنواع الشعوذة سواء السياسية وشعوذة الفنون والثقافات البالية وشعوذة المناصب والعلاقات الفاسدة, لتطوير هدف الحياة ودورتها الصحيحة للعمل الصالح والمخلص, الصادق العادل المتساوي وليس الفساد وكل ما هو جميل ينتظر حقه في الحياة وهو عيد ميلاده الأخير وبالأصح عيد ميلاده الأول وهو حقه الذي ينتظره بفارغ الصبر لينال عيده وجائزته الربانية والكونية والفلسفية وهو حقه الطبيعي والمقدس وحقه بالممات وإنهاء رحلة لا أقول عنها زائفة لكنها مثقلة بالجد والاجتهاد وعناء السفر والهجران والنضال وكل سبل الأتعاب والأثقال ....

أخوتي الحياة جميلة وتحمل كل جمال عندما نرى أن الموت أجمل وحق بشري لا يجب الهروب منه وهنا تكمن صدق المعادلة الكونية الربانية الفلسفية, سنعمل مخلصين متحابين راضيين مطمئنين متعاليين على النفس وهواها وعلى الذنوب والآثام والعدوان على النفس والآخر, عندما نرغب في لقاء حقنا في الموت ولا نكره هذا الحق ونعتبره قضاء وحقا علينا, بل ضريبة علينا عندها نكرهه ونكره فلسفته ونكره أنفسنا ونكره غيرنا ونعادي أنفسنا وغيرنا وحتى خالقنا ...

إن للموت فلسفة كما إن للحياة فلسفة وفلسفة الحب والانتماء والنمو والتطور, الموت لا يعني موت سرمديا وإنما يعني حياة وعيد وحرية للأحرار والصالحين والأبرار والمخلصين, وجحيم للظلم والظلمة والفاسدين والمنافقين عبيد الشياطين والشهوات, لا تكونوا أيها السادة والأصدقاء والأحباب ومن كرمكم الله بالعقل من الفارين من الموت ولاجئين للحياة بشذوذها وثقافتها وآلامها وحقدها, تحقدون على الآخر بسبب حقدكم على حقيقة الموت بل أحبوا الحياة وأحبوا أنفسكم وأحبوا غيركم كحبكم لعيدكم للقاء ربكم وحبكم لحقكم بالموت وهي الحياة الجديدة والعيد الصحيح ولقاء وجه خالقكم ومجزيكم ومخلصكم من كل أثقال الحياة وأعباؤها ومعوضكم أكثر جمالا وراحة من جمال وراحة الحياة ورفاهيتها وسلمتم ..

الحياة هدف والموت حق : بقلم ياسر فقهاء





التعليـــقات

اعلان خارجي
 
طقس فلسطين

أوقات الصلاة
الفجر 04:26
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:19
العشاء 08:48
استفتاء السلام
هل تتوقع وصول العالم للقاح فعال ضد فيروس كورونا؟
0
0

ينتهي التصويت بتاريخ 22/04/2020

دراسة حديثة: النساء يمتلكن ذاكرة أقوى من الرجال.. والسبب "غر ...
تلفزيون السلام - فلسطين - كشفت دراسة علمية بريطانية حديثة، أن النساء يمتلكن ذاكرة أقوى من الرجال، ...
سبعة اسباب مذهلة تجعلك تشرب القهوة يوميا
تلفزيون السلام - فلسطين :تعد القهوة المشروب الرئيسي عن الكثيرين، فشرب فنجان قهوة في الصباح، خاصة في ...
دراسة: القهوة تقي من مشاكل الكبد مع التقدم في العمر
تلفزيون السلام - فلسطين :  خلصت دراسة إلى أن شرب القهوة يقي من مشاكل الكبد في المراحل ...
كيف تحضر جسمك لصيام سهل؟
تلفزيون السلام - فلسطين :  تفصلنا أيام قليلة على شهر رمضان، فترة يفضل أن يتم استغلالها لتهيئ ...
الغذاء السليم والرياضة وجهان لعملة واحدة مع المدرب الرياضي و ...
تلفزيون السلام - فلسطين :  كثيرٌ ما يدور في جَعبَتنا ويلمع في أذهاننا موضوع الحفاظ على الرشاقة ...