الجمعة | 19/04/2024 - 08:04 صباحاً - بتوقيت القدس
قالوا أنكِ رحلتِ ولحقتِ أبي , ألم يكن الوقت مبكراً كي يٌقفل آخر باب يصلني بالجنة بعدك ؟ ألم يكن الوقت مبكراً حين تفجر البيت بكم, كنتِ تصرخي عليّ من شباك الصالة كي أتوقف عن اللعب بالشارع وأدخل للمنزل , كأنكِ كنتُ تناديني كي أموت معكم وبأحضانكم , كي لا أظل تعيساً مذلولاً لوحدي كي لا أُفتش عن صوري معكم بين الرماد لطالما قلتِ لي أن "اللي ما بسمع كلامي رح يتعب بحياتو رح ييجي يعض أصابعو ندم لأنو ما سمع كلمتي " آهٍ يا أمي , ليتني سمعتُ آخر أمر منك , ليتني دخلت إلى البيت وتفتت عظامي معكم , ليت الصاروخ انتظرني أكمل آخر مبارزة كرة قدم مع أصدقائي الذين استشهدوا بعدكِ يا أمي في غارة أخرى اشتقت إليك يا أمي , تعالي وانتشليني عن الأرصفة , قولي لهم أني ما بكيتُ يوماً على شيء , ولكنكِ أعظم الأشياء وأثمن الأشياء , قولي لهم أنكِ أمي , هم لا يدكون بعد ! لا يدركون معنى أن أفقدكِ ولم أتجاوز الخامسة عشر من عمري , وأن أفقد أخوتي ! اشتقتُ إليك يا أمي , تعالي كي أشكي لك عن "بعض" الصحفيين المتخلفين , يريدون أن أقبّل جبينك ليلتقطوا صورهم الملعونة تعالي ودافعي عني حين تشاجرتُ مع ممرضي المشفى حين وجدوني مسلتقياً عن ثلاجة وضعوكِ فيها , لقد حضنتُ الثلاجة يا أمي وتجمدت أضلاعي , وقتها أغمضت عيني وتخيلتُ أني أحضنك يا دفء الكون هو أول يومٍ تغيب عيونك عني , أشعر وكأن الصارخ سحق البيت وسحق عمري معه , ماذا تبقى لي ! في كل هذه الحياة ماذا تبقى لي ! أمي ما أصعب البكاء عليكِ يا أمي , والله أني أتعذب واللهِ أني أختنق , أصبحتُ يتيماً وصار الجميع يتسابق ليلمس شعري ويأخذ أجراً أصبحتُ كنزاً للحسنات أمامهم وكل كنوز العالم كانت تختصر بقبلة منكِ اشتقت إليك يا أمي , تعالي وازجريني واضربيني واقرصيني وصبّي عليّ وابل من الأوامر , تعالي كي أرى الحنان في عنفكِ المتصنع , وزجرك الحاد الذي أكتشف فيما بعد أنه من وراء قلبك أمي يا كل الأمان , بتُّ ضائعاً بعدكِ يا كل الحنان وكل العمر , ميّتٌ أنا بعدك وأحتاجكِ جداً لا أريد أكسجيناً , لا أريد ماءاً لا شيء لا شيء أريد أمي . #لينـا_لفداوي
الفجر | 04:39 |
الظهر | 12:39 |
العصر | 04:17 |
المغرب | 07:11 |
العشاء | 08:38 |