شجرة الزيتون بقلم : سلام حسني أبـوصفـا
الثلاثاء | 23/03/2010 - 06:38 مساءاً
تلفزيون السلام - عاشت وترسبت جُذورها بعُمر وقداسة هذه الأرض
تربت ونمت بعرق من عرفُوا قداستها .
لونُ عطائِها يُضاهي جمالاً كلَ ألوانِ ما مَزَج الفنانون بلوحاتهم.
شجرة الزيتون الشجرة التي ارتبط اسمُها بالعطاء والبركة
والتي لطالما نرى ببريق زيتها عشقَ التُراب ومن عشقوا التراب , ونشم برائحتها ثرى أجدادٍ لم نَرَهُم .
تلك الشجرة التي شكلت وما زالت تُشكل ثروةٍ لا تُقدر بثمنٍ عبر السنين الطوال , والتي لم تستغني عنها حتى البشرية الحديثة بتطوراتها الإنتاجية والطبية لم تكن كافيةً للتخلي عن حاجة وضرورة زيت هذه الشجرة العظيمة , والتي هي مصدرٌ مهم لبعض الأدويةِ التي يحتاجُها الجسمُ البشري لتصدي الأمراض العصرية والتي سُرعان ما تَفتُك بهذا الإنسان .
إضافةً إلى ذلك لم تَعُد النباتات الأخرى كافيةً لسد حاجةالانسان من الفوائد الصحية, لتأخذ الهرمونات الصناعية والمبيدات جزءاً من تكوينها بدلاً من الفائدة التي خُلقت من أجلها تلك النباتات .
لم تقتصر فائدة هذه الشجرة على زيتها فقط , بل شكلت ثمارها وأوراقها وأغصانها جزءاً مهماً لمستلزمات الإنسان القديم وحتى الحديث كمصدرٍ بديلٍ للطاقة على مدار فصول السنة .
لقد أسهمت الحداثة الإنسانية بتوسعاتها الجغرافية العمرانية والصناعية باستئصال رحم هذه الشجرة التي ارتبط اسمها عبر التاريخ بالإنجاب والعطاء .
غير أن سرطان الاحتلال والاستيطان الذي عبث عبثاً فاحشاً , ويسعى دائماً إلى تدمير وحرق شهادة ميلادِ كهلٍ أصبحَ بعُمرِ فلسطين , وتاريخ فلسطين .. أرض كنعان ووطن الأنبياء .
بقلم : سلام حسني أبـوصفـا