الأربعاء | 24/04/2024 - 01:09 صباحاً - بتوقيت القدس
عماد هموز ، شاب صاحب الثالثة والعشرين سنة ، يدرس المحاسبة في آخر مراحلها ، ويستعد لحفلة تخرجه ، أعترض طريقه موهبة تكاد تفقد ، بمحضِ الصدفة أتقنها ودخلت نَسيج حياتهِ ، أصبح محترفاً متقناً موهوباً يلفت مجمع الأنظار بحركته الخاطفةَ ، يستمر بها حتى يسمع لهاث أنفاسه والتصفيق الحار ، أولها و أبرزها ، الكُرات البلاستيكية .
يخبرنا عماد بالبداية التي ألقته بحبال الكرات "دخلت في مدرسة السيرك الصغيرة في نابلس عام 2008 ، كانت مجرد تجربة لا أكثر ، لم أكن أعني الكرات بذاتها عند دخولي لهذه المدرسة ، أحدهم أشار إلي باللعب بالكرات تلك ، ودخل في نفسي شعوراً جَميلاً تجاهها ، وبقيت تدريباتي مستمرة "
يضيف هموز " كانت الصدفة التي جمعتني بتلك الكرات ، في ذلك الوقت أُصبت بإصابة منعتني من مزاولة كرة القدم ، لذلك ذهبت إلى مدرسة السيرك لكي أستجمع ما بقى لدي من قـوة "
التشيجع الذي لاقه عماد هموز في السيرك وخاصة من مدير المدرسة محمود مصري ، كان دافعاً له وبقوة ، خاصة بتلك الكرات المهملة ، لإن أعضاء السيرك مهتمة كلٌ بموهبته ويثني عليها
يرسل عماد عبر أفكاره هَدفاً وخاطرة ، يستجمع قواه في وطن يتنفس الصعداء ، يجمع بقايا اقلامه ويغرسها بجانب علمه ، يسترسل بأفكاره المتتالية بـ " فيديو "أو حتى عرضاً في ساحة السيرك .
الحصول على الكرات البلاستيكية هدف يصعب تحقيقه لعدم توافر جهة معينة تحتويها ، وعلى الرغم من ذلك يجبر بإستبدالها كل سنة ، بسبب الجودة السيئة التي يمكن أن تلاحقها في آخر مدتها ، ويحتاج أيضاً إلى فترة معنية لكي يعطيها المرونة بين يديه
إضافة إلى ذلك ، العروض التي تقدم إليه من داخل الخط الأخضر لها دور كبير في نشر موهبته ودعمه للأفضل إلا أنه ، يرفضها بسبب الإجراءات الأمنية التي تأخذ وقت طويلاً في بعض الأحيان , وصعوبة الطرق من جهة أخرى
وأكثر أهمية من ذلك ، لا يوجد مؤسسات محلية تدعم مواهبنا بشكل عام ولا يتلقى أي أهتمام من الجهات الرسمية
ويسترسل هموز بالكلام " بعض الفيديوهات التي اقوم بها ليست إلا دعم تلقائي اشحن ذاتي بها ، ومن الممكن عدم تواجد الشباب الموهوبين للمساعدة ومن الممكن توافر التكلفة المادية التي يتقاسمها المنتج و المصور ، اما بالنسبة لسينانور فهو يخصني لوحدي "
يقتبس عماد السيناريو الخاص بالفيديو مِن المجتمع الذي يحطيه من تفكير الناس
ويتكلم عن فيديو " انا إنسان " بإنه جاء من موقف حقيقي حصل في مراكز ذوي الأحتياجات الخاصة التي تعامل المرضى بطريق لئيمة ووضعية
ويتكلم عن فيديو " في الصندوق " الذي سيظهر للعلن قريباً " أخترقت الفكرة ذهني من إهمال بلادنا للفن , فتشابه الأهمال بالمقبرة التي تحتوي المقابر وكل قبر يكتب عليه موهبة وهكذا . . "
يتحدث هموز عن أمنياته قائلاً " أتمنى تواجد الجهات المسؤولة عن الفن ، بسبب تواجد المواهب الفنية العديدة التي تلاقي الخذلان في أوج طريقها ، وأتمنى أهتمام الناس بهذه المواهب أكثر ، ومواهبنا منافسة للبلاد الأوربية "
الأعمال الجديدة التي يمكن لعماد هموز ان يفاجنا بها لم تكن سوى فيلم - in the box - الذي يشغل اهتمامه بشكل كبير ، وسيتمكن من عرضه في اليوم الثاني من عيد الفطر السعيد
يوجه كلمة لشباب ذو المواهب أو للمؤسسات الفلسطينية " عرق جبينك الذي انهدر ستجده السبيل الذي يوصل لحلمك وأمنيتك ، لا تتكل وأسعى لنفسك ولموهبتك "
ربما في الكرة البلاستيكية الأخرى ، تكتشف إبداع ، فكرة ، موهبة ، لا تيأس وكن خير مثال ، وإن فنيت الأمثلة ، كن قدوة لتحدي والصعاب
الفجر | 04:32 |
الظهر | 12:38 |
العصر | 04:17 |
المغرب | 07:15 |
العشاء | 08:43 |