الخميس | 25/04/2024 - 04:54 مساءاً - بتوقيت القدس
نحن شعب نعيش مهزلة كبرى هذه الأيام ،تلك المسرحية التي تغطي كافة أرجاء الوطن العربي ، نتحرك كالدمى ، وأمريكا وروسيا تقهقهان معا ، ولَم لا ونحن أحق الناس أن نصبح مهزلة لهؤلاء الذين لا يفقهون شيئا عن التحدي ، عن المواجهة ، عن فقدان الأب والأخ عن الشهادة وعن الأسر خلف السجون ، عن أم شهيد التوى قلبها من وجعها لفقدان فلذة كبدها ، ل أب كسر ضهره ل رحيل عزوته عنه ،عن دموع أختٍ تحن ل أخيها الذي يقطن خلف أسوار السجون تشتاق لسندها بالدنيا ،أخذت دور أخيها كي لا تشعر البيت بفقدان أحد .
ما أصعب ان تعيش يوما ترى جميع مواقع التواصل تتحدث عن انتشار خبر وفاة حيوان نافق قد انتهى دوره بالحياة لدى أشباهه ، وهو لنا حيوان مفترس يذكرني بذالك البعبع الذي كنت أخاف أن يأتيني من تحت السرير وأنا صغيرة أظفاره طويلة ، وأنيابه كالذئب وعيناه كشمعون ، كنت لا أقبل بالنوم إلا بأن يكون النور مشعل حتى لا أخف ، حتى لا أفيق على صوت قنبلة صوتية تهز أرجاء المنزل ، ولا أفيق على صوت جارتنا التي استشهد ابنها الثاني ، ولا أفيق على صوت جارتنا التي أُسر ابنها ولم يعد لأنه حكم مؤبد .
أوجاع شعبي فاقت أن نحزن على ذاك الذي تهب ريحة فطيسته أرجاء فلسطين ، نحن شعب إن تأذى أحد منا نشد بعضد بَعضُنَا لنواجه الموت ، كان من الأجدر أن لا ندنس أنفسنا بتعزية كهذه لكن شاءت الأقدار أن تحدث لأن الجرح في صدرنا وجب أن يغسّل بالحامض .
وإن الحرية في بلادي أسمى وأبهى من أن فردا صغيرا يعطي أوامره لمن هو أكبر منه ، وذاك الفرد قد خسر معيلا لديه وهي وظيفته ، وهل يهم فهو قد أخطئ عندما تكلم وأبدى رأيه بالحق ، كان من الأفضل أن يمثل دور الأخرس الذي لايفهم لغة الإشارة ، ومع ذلك فهو خسر وظيفته لكنه لم يخسر الوطن .
الفجر | 04:31 |
الظهر | 12:37 |
العصر | 04:17 |
المغرب | 07:16 |
العشاء | 08:44 |