تلفزيون السلام - فلسطين :  في ظل التطورات الميدانية في رفح وتسليم جثمان الجندي الإسرائيلي "هدار غولدن" بعد أحد عشر عامًا، برزت تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الخطوة تمهّد لاتفاق أو صفقة أوسع تشمل خروج مقاتلي القسام من بعض المناطق الحدودية.

وفي حديث خاص لـ"رايــة"، كشف الباحث والمحلل العسكري رامي أبو زبيدة عن معالم هذه التحركات وأبعادها السياسية والعسكرية.

قال الباحث في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة، إن ما يجري الآن يشير بوضوح إلى أن خطوة القسام ليست خطوة أحادية، بل تأتي في سياق مسار تفاوضي تعمل عليه الولايات المتحدة وتركيا.

وأضاف أن الإعلام العبري نفسه أقرّ بوجود ضغوط أميركية مباشرة على حكومة الاحتلال لفتح مسار يسمح بإجلاء مقاتلي حماس الموجودين داخل الخط الأصفر في أنفاق رفح وبعض المناطق الشرقية.

وأوضح أبو زبيدة أن القناة (15) العبرية تحدثت مؤخرًا عن إدراك إسرائيل أن هذا الضغط الأميركي سيدفعها لإبداء مرونة في ملف المقاتلين، مشيرًا إلى أن واشنطن تناقش إمكانية إجلاء المقاتلين إلى طرف ثالث بوساطة تركية.

وأكد أن ملف الجندي غولدن لم يُفتح بشكل مفاجئ، وإنما جاء بعد تدخلات وضغوط هدفها تثبيت الهدوء ومحاولة واشنطن استخدام هذه الخطوة كنموذج لصفقات لاحقة تتعلق بخروج المقاتلين أو تسليم السلاح.

وقال أبو زبيدة إن المقاومة بدورها معنية بتثبيت الواقع الميداني في غزة دون الدخول في عمليات استنزاف جديدة، مشددًا على أن تسليم الجثمان يأتي في إطار ترتيبات تفاوضية، وليس مجرد مبادرة إنسانية.

وأشار إلى أن الطرفين – المقاومة والوسطاء – يدركون أن الجثث تعتبر ورقة ضغط مهمة، وأن إسرائيل تدرك بدورها أنها لن تحصل على مقابل دون أن تقدم خطوة ملموسة قبل ذلك، سواء علنًا أو ضمنيًا.

وحول الموقف الإسرائيلي الرسمي، أوضح أبو زبيدة أن حكومة الاحتلال ما زالت ترفض فكرة خروج مقاتلي القسام من رفح، وتتمسك بخياري “الاستسلام أو الموت”، كما جاء على لسان مسؤولين عسكريين إسرائيليين.

لكنه استدرك أن الضغوط الأميركية والوساطة التركية قد تنجح في خفض سقف الخطاب الإسرائيلي، خاصة بعد تصريحات لقيادات في الجيش الإسرائيلي تفيد بإمكانية السماح بخروج آمن للمقاتلين بعد تسليم جثمان غولدن.

وبيّن أن الحديث يدور الآن عن خروج المقاتلين إما إلى داخل قطاع غزة أو إلى طرف ثالث، في إطار سعي واشنطن لتطبيق المرحلة الثانية من “خطة ترامب”، وإنهاء مرحلة تسليم الجثث وبقاء المقاتلين داخل الخط الفاصل.

وأضاف أن الإدارة الأميركية ترى أن بقاء هؤلاء المقاتلين في مناطق التماس سيبقى عنصر اشتعال قابلًا للانفجار في أي لحظة، خاصة بعد جولات التصعيد الأخيرة في تلك المناطق.